بيتنا الذي لم يقصف ..!
في أول أيام الحرب .. كنتُ في الجامعه ، وساد التوتر بالجامعه حتى أن بعض الفتيات بدأنّ بالبكاء والهروب من الجامعه ، لم ا:ن خيراً منهن ..
ولكن لآ أستطيع ان أظهر دمعه ..!
المهم .. حمدتُ الله عز وجلّ أن حمى الله أبي واخي وباقي أفراد العائلة ..
بدأت في اليوم التالي الاسطوانات من الجيش الاسرائيلي بالاتصال على كل من اسمه فلسطيني وتحذيره من التعامل مع الحركة الاسلاميه حماس
وبدأت الاتصالات من بعض أشخاص من بلاد عربيه .. جزى الله من أراد لنا النصر كل خير ..
المهم أتصل الجيش الاسرائييلي وأخيراً .. ليخبرنا أن البيت مهدد بالقصف ويجب إخلاؤه فوراً ..
هُنا لم يخبرني أحد بذلك ..
ومضت أول ايام بدون اي مقومات للحياة .. لآ ماء ، لآ كهرباء ، لآ خبز ، ولآ غاز ، طبعاً ولآ نت ، أه ونسيت أن اقول ولآ شبكة اتصال !
حتى شحن لبطارية الجوال لم يكن آنذاك .. لم يكن غيرنا بأحسن من حالنا ..
إستيقظتُ من النوم .. ليقول لي أخي الصغير ..
نور بتعرفي انو اليهود اتصلوا ع ابويا وقالوا البيت بدو ينقصف واخلوا
طبعاً شيء رائع جداً .. أن نكون ممن يرهبون العدو فيختارونَ قصف بيتنا لآجل أننا إرهابيين !
وبدأت الخوف يتسرب لقلبي ، أنام وحدي في غرفتي ، بلآ أنيس ولآ أحد ، كانت والدتي تطالبني بالنوم في غرفة الصغار
لكني كنتُ أرفض
كنتُ أفكر من اين سيأتي القصف من أي شباك .. وماذا سيفعل الصاروخ بجسدي .. لعله يمزقني أشلاء فلا يعرفوني إلآ من مكان نومي !
وظللتُ أتخيل أشلائي متناثرة .. وبدأتُ حينما شحنتُ بطاريتي بالمسجد من خلال موتور ع الكاز أرسل رسائل لكل من أعرف مفادُها ..
سامحوني إن رحلت .. فلستُ أملكُ روحي .. فبأي لحظات قد أرحل بلا عودة ..
فسامحوني ..
نستيقظ لنصلي الفجر ، نسخن الماء على بابور الكاز .. طبعاً البابور أصبحَ مشهوراً عندنا هههههه
وحياتنا بين نوم وصلاة وتجمع في المساء في غرفه واحده أنا وجميع أهلي ..
كنا ننضم في هذه الغرفة لآننا لآ نريد لآحد أن يموت ويترك الباقي بحسرة
أو أن يموت الجميع ويبقى احدنا متحسراً على أهله ..
كنتُ أدُسُ نفسي بالقرب من امي وأسألها أن تدعو أن نموت معاً .. شهداء
خصوصاً أن أرحل معهم ولآ أبقى وحدي ..!
ولكن كانت هذه الجلسات من أجملِ الجلسات والتجمعات .. نتحدث عن القصف ونسمع للراديو عن طريق البطاريات .. ونشرب الشاي ..
ونتذكر أيام الطفوله ..
المجاهدين منعوا أي أحد يسير بعد صلاة المغرب في الشوارع حفاظاً على سلامة الجميع ، ولكي يسلموا من العملاء
فكان المسجد يجمع بين صلاتي المغرب والعشاء
ونصلي أنا وامي والصغار في البيت
كُنا نصلي على الميعاد من أول ما يقول الله أكبر نبدأ بالركض والوضوء .. كنتُ أحبُ أن أبقى على طهارة
كي إذا ما قصفونا نموت طاهرين .. وكنتُ ألبسُ الحجاب في الليل أغلب الوقت .. إلى أن مللتُ وأنا أنتظر متى يقصفوا البيت ..
ولم يقصفوه !
أستغرب لم لم يقصفوه على رؤسنا ؟
ما حد يحسد البيت بلاش ينقصف ههههههه
بعد صلاة الفجر نبدأ بالعمل .. أخوتي الثلاثه يذهبون لينطروا على مخبز الخُبز .. طبعاً طابور يصل لحوالي ثلاثمئة رجل ومئتان إمرأة على الأقل ..
وبعد ساعات لربما كنا ننتظر في بعض الأحيان لحوالي خمس ساعات أو أ:ثر من أجل رغيف خبز
ولم يكن لدينا طحيناً .. ولآ ماء
فيخرج أخوتي لطلب الخبز ، والماء من اسفل العمارة والحمد لله ان كنا نجد الماء ولكن بمرارة
ياااه كانت أيام ..
وانتهت الحرب وصرنا نبحث عن غاز طبخ .. غاز الميثان ولكن لآ غاز !
إلى اليوم بعض العائلات لآ تملك غاز أليس كذلك يا ايمان ؟
لدي الكثير من الحديث عن بيتنا الذي لم يقصف .. بالمناسبة الكثير من الاشخاص تم الاتصال بهم والقول لهم بأنه يجب الاخلاء من البيت
لآنه يراد أن يقصف .. ونريد لكم السلامة لذلك إخلوا المنزل
لكن لم يقصفوا هذه المنازل
ولو أن أهل هذه البيوت استمعوا للجيش وخرجوا من بيوتهم .. لذلوا وهانوا وما عرفوا كيف يعيشون
أهم شيء أن تجد المأوى الذي تعيش به .. وإذا ما وجدنا المؤى فالأولى الموت على الحياة
أعان الله من فقدوا منازلهم .. ومن فقدوا أبناءهم .. وعوائلهم ..
والحمدُ لله على نعمة الرباط في هذه الأرض المباركة
لآ .. ولن تتمكن اسرائيل من نزع الصبر والثبات والعزة من قلوبنا وأشهدُ أن لا إله إلأ الله .. محمد رسول الله
عارفة إيه اللي حفظكم؟
ردحذفالله سبحانه وتعالى
لأنكم لجأتم إليه وآمنتم به وتمسكتكم بدينكم
لأنكم أقبلتم عليه سبحانه ولم تخافون الموت
حفظكم الله ونصركم