اليوم يوم الخميس ..أجازة الأولاد ..قررت في لحظة من غياب عقلي أن أصطحبهم إلى حديقة الحيوان ..وعندما تذكرت ما سأقاسيه من زحام المواصلات من حي القلعة إلى الجيزة ندمت أشد الندم على ذلك القرار .
ولكن لم يكن هناك بد ..لم أتعود معهم على أن أرجع في قراري ..أو أخلف وعد وعدتهم إياه ..إستعدوا وكلهم فرح بتلك الرحلة المنتظرة ...أما أنا فكنت أستعد للزحام على محطة الأوتوبيس..
عرجنا من الحارة الضيقة التي نقطنها والتي تسع أصحابها وساكنيها منذ عشرات السنين ..حالها كحال كل الحارات الضيقة التي يمتلأ بها حي القلعة ..عرجنا إلى شارع السيوفية لنصل إلى محطة الأتوبيس في وسط ميدان القلعة ..
لحظات مرت ..لم أعرف أين أنا ..لم يكن هناك أحد على محطة الأوتوبيس ..أين ذهب الناس ..والميدان لم يكن هو نفس الميدان الذي تعودت رؤيته منذ سنين ..فالنافورة التي لم يكن بها ماء منذ طفولتي كان يتناثر منها الماء في كل إتجاه بطريقة منتظمة ..كوردة متفتحة في أول أيام الربيع.
الميدان كان في غاية النظافة والأناقة والجمال ..لم أعهده هكذا من قبل ..
لم أجد طابور الخبز الطويل عند ذلك الكشك الموجود عند بداية شارع سوق القلعة ..هل أعرض الناس اليوم عن أكل الخبز ..أم أنهم وجدوا له بديل ..؟؟!!!
ها قد وصل الأتوبيس ..أسرع الأولاد لركوبه ..أسرعت خلفهم لأجد الأتوبيس لا يوجد به أحد سوانا ..ما الذي حدث في البلد ..طغت فرحة الأولاد بالأتوبيس الخالي من الزحام على إستغرابي
الشوارع اليوم مختلفة ..الزهور متفتحة والأشجار مورقة خضراء ..هل هذه بلادي التي أعرفها ..
لاحت من بعيد قبة الجامعة الحزينة ..لا لم تكن حزينة اليوم ..كانت تتلألأ من على بعد.... زال عنها تراب السنين ..وحزن الأيام الذي جعلها تبدو كعجوز مسكين تنتظر حكم الأيام
أين أنا ..هل هذه بلادي ..إنها بلادي التي لا أعرفها
أتاني صوت إبني ..ماما ماما ..لكزني ليوقظني من غفوتي ...
أين أنا ..؟؟؟
إنت هنا يا ماما ..
أفقت وجدت نفسي لازلت هنا في غربتي ..
فتحت التلفزيون لأعرف أخبار بلادي ..جاءني صوت المذيع يعلن أن اليوم هو الجمعة وقد رجع كل شيء في شوارع القاهرة لطبيعته بعد إنتهاء زيارة أوباما ..
رجع الزحام على محطة الأوتوبيس.. وسكتت مياه نافورة ميدان القلعة إلى الأبد ..ورجعت الشوارع تعج بالزحام وعادم السيارات... وطابور الخبز الذي لا ينتهي ..رجعت قبة الجامعة لحزنها ..
رأيت بلادي التي أعرفها .
ولكن لم يكن هناك بد ..لم أتعود معهم على أن أرجع في قراري ..أو أخلف وعد وعدتهم إياه ..إستعدوا وكلهم فرح بتلك الرحلة المنتظرة ...أما أنا فكنت أستعد للزحام على محطة الأوتوبيس..
عرجنا من الحارة الضيقة التي نقطنها والتي تسع أصحابها وساكنيها منذ عشرات السنين ..حالها كحال كل الحارات الضيقة التي يمتلأ بها حي القلعة ..عرجنا إلى شارع السيوفية لنصل إلى محطة الأتوبيس في وسط ميدان القلعة ..
لحظات مرت ..لم أعرف أين أنا ..لم يكن هناك أحد على محطة الأوتوبيس ..أين ذهب الناس ..والميدان لم يكن هو نفس الميدان الذي تعودت رؤيته منذ سنين ..فالنافورة التي لم يكن بها ماء منذ طفولتي كان يتناثر منها الماء في كل إتجاه بطريقة منتظمة ..كوردة متفتحة في أول أيام الربيع.
الميدان كان في غاية النظافة والأناقة والجمال ..لم أعهده هكذا من قبل ..
لم أجد طابور الخبز الطويل عند ذلك الكشك الموجود عند بداية شارع سوق القلعة ..هل أعرض الناس اليوم عن أكل الخبز ..أم أنهم وجدوا له بديل ..؟؟!!!
ها قد وصل الأتوبيس ..أسرع الأولاد لركوبه ..أسرعت خلفهم لأجد الأتوبيس لا يوجد به أحد سوانا ..ما الذي حدث في البلد ..طغت فرحة الأولاد بالأتوبيس الخالي من الزحام على إستغرابي
الشوارع اليوم مختلفة ..الزهور متفتحة والأشجار مورقة خضراء ..هل هذه بلادي التي أعرفها ..
لاحت من بعيد قبة الجامعة الحزينة ..لا لم تكن حزينة اليوم ..كانت تتلألأ من على بعد.... زال عنها تراب السنين ..وحزن الأيام الذي جعلها تبدو كعجوز مسكين تنتظر حكم الأيام
أين أنا ..هل هذه بلادي ..إنها بلادي التي لا أعرفها
أتاني صوت إبني ..ماما ماما ..لكزني ليوقظني من غفوتي ...
أين أنا ..؟؟؟
إنت هنا يا ماما ..
أفقت وجدت نفسي لازلت هنا في غربتي ..
فتحت التلفزيون لأعرف أخبار بلادي ..جاءني صوت المذيع يعلن أن اليوم هو الجمعة وقد رجع كل شيء في شوارع القاهرة لطبيعته بعد إنتهاء زيارة أوباما ..
رجع الزحام على محطة الأوتوبيس.. وسكتت مياه نافورة ميدان القلعة إلى الأبد ..ورجعت الشوارع تعج بالزحام وعادم السيارات... وطابور الخبز الذي لا ينتهي ..رجعت قبة الجامعة لحزنها ..
رأيت بلادي التي أعرفها .
0 comments:
إرسال تعليق