الأحد، 30 نوفمبر 2008

الحرية لمحمد خيرى ومحمد عادل


صعقت عندما سمعت بنبأ ترحيل المدون محمد خيرى صاحب مدونة جر شكل إلى سجن وادى النطرون وصدور قرار اعتقاله فقد تم إعتقاله بسبب تعبيره عن آرائه السلمية في مدونته الشخصية. زرت مدونته وحرصت على الذهاب لأول تدويناته لأنها في العادة تتكلم عن نظرة المدون تجاه التدوين وسبب رغبته في الإلتحاق بهذا الركب وطموحاته التي ينوي تحقيقها من خلال هذه المدونة. وجدته يقول في على مدونته : أنا محمد بن خيرى حبيت بلدى زمان بدرى أفديكى بروحى دى نيلك دمى وأموت فى ترابك دا همك همى هو ده شعورنا ناحيتك يا مصر .
بهذه الكلمات بدأ المدون محمد خيرى رحلته مع عالم التدوين. هذه الرحلة التي بدأت ولن تنمحى من ذاكرته وذاكرة عائلته وأصدقائه ما بقي من أعمارهم. محمد خيرى مثله كمثل الكثير من الشباب المبدع الذين لا نلتفت إليهم إلا وقت المصائب.
محمد خيرى لم يختبيء تحت معرفات وهمية في منتديات الإنترنت ليعبر عن رأيه بطرح متطرف أو صراخ لا يسمن ولا يغني من جوع. محمد خيرى فهم التدوين جيداً ولديه ثقة إيجابيه في ذاته وعقله وفكره نهلها من محيطه العائلي وتربيته التي يفتخر بها. ولذلك قرر محمد خيرى أن يدون.
إذاً لا جديد هنا. مدون مصرى طموح يمارس حقه الإلهي بالتعبير السلمي عن رأيه من خلال مدونة شخصية بسيطة فيزج به خلف القضبان لأنه أغضب ملاكاً ما؟
لو لم يدون محمد خيرى ، ماذا كان بإمكانه أن يفعل:
1. المضي في حياته اليومية بحثاً عن لقمة عيشه فاقداً الأمل في إمكانية أن يحدث تعبيره عن رأيه أي فرق في تحسين الواقع أو إيضاح مواطن الظلم. وبذلك ينضم للملايين من الشباب المصرى المحبط والذي يعتبر النموذج المفضل لدى أصحاب الخطوط الحمراء وقوى الإستبداد.
2. البحث عن مواطن أخرى ليخرج “كل الغضب الذي يتزاحم في صدره مثل حمم بركان هائج” من مخدرات وحشيش ومتع مدمرة وقع فيها الملايين من الشباب المصرى المحبط.
محمد خيرى قرر أن يرفض كل الخيارات الأخرى وأن يبدأ في التدوين. إذا كان أخطأ في عبارة هنا أو كلمة ووصف هناك، فهل السجن حل؟ هل لازال هؤلاء يعتقدون بأن السجون هي الحل المناسب في ظل هذا الإنفتاح المعلوماتي الرهيب والتقارب الكوني الغير مسبوق؟
مشكلة حكومتنا الرشيدة مع الجيل الجديد من الشباب أنها لم تستوعب بعد أن الوقت تغير. هذا الجيل مشتعل بالغيرة وببراكين الغضب والأسئلة التي تتزاحم في عقله تبحث عن إجابات لحال وضعنا المحبط.
إذا كانوا لا يريدون منا أن نحلم وأن نتكلم ونطرح أفكارنا وأحلامنا للحوار والنقاش فلماذا يسمحون بإدخال الإنترنت في بلداننا العربية؟ لماذا يسمحون بقناة الجزيرة التي نقلت لنا العالم بلسان عربي وأشعلت فينا نار الغيرة من شعوب العالم الأخرى بقصد أو بدون قصد؟ يجب عليهم أن يريحونا من عناء الغيرة والطموح والأحلام بقطع الإنترنت وإغلاق الفضائيات.
يوجد شباب مصرى واثق من نفسه، لديه الكثير من الأسئلة التي لم يجد لها جواب لا عند الحكومات ولا عند فقهاء الإستبداد. شباب مصرى غيور على نفسه ومجتمعه ووطنه. ربما نخطيء في كلمة أو في وصف، ولكن هل يعتقدون بأن السجن حل؟ هل يعتقدون بأننا يمكن أن ننظر لهم مثلما نظر لهم آبائنا في أيام التباعد المعلوماتي وقلة المعرفة؟ ألا يعلمون بأن زماننا غير زمان آبائنا؟ ألا يعلمون بأن طموحاتنا غير طموحاتهم؟ ألا يعلمون بأننا نرى التغيير حتمي وقادم، وأن المستقبل مشرق ولكن يحتاج منا لشيء من الجرأة والشجاعة في التعبير عن مكنونات أنفسنا وإستحضاره؟
أدعوكم لزيارة مدونته والتعرف عليه عن كثب لتعلموا كما علمت كم هو رائع هذا الشاب وكم يستحق منا كل موقف نبيل من دعم ودعاء وتضامن.
http://garshkal.blogspot.com/2007_09_01_archive.html
الحرية لمحمد خيرى ومحمد عادل ولكل سجناء الرأي في مصرنا الحبيب

مواضيع من نفس التصنيف



0 comments:

إرسال تعليق

ليصلك جديد المدونة

ادخل بريدك الالكتروني