لاأزعم أني رياضية عتيدة وعلاقتي بالرياضة وممارستها لاتخرج عن ممارسة رياضة المشي التي توقفت عن ممارستها من فترة لسوء الأحوال الرصيفية ولصعوبة ممارسة المشي في حد ذاته.
ولاأزعم اني متابعة متفحصة للأنشطة الرياضية وحتى وقت قريب لم أكن أعرف من كرة القدم سوى بعض المصطلحات البسيطة كالفاول والآوت وضربة الجزاء وبعض الكلمات الأخرى على خفيف يعني.
حتى صفحات الرياضة في الجرائد لم أكن افتحها الحقيقة لأني كما قلت لاافهم في الرياضة.
وكنت أعرف من اصوات صراخ الجيران أن هناك مباراة ما وأعرف من التعليقات المصاحبة اسماء الفرق التي تلعب !!!
وكنت أتابع اخبار مواعيد المباريات عندما أكون خارج البيت حتى أعمل حسابي في الرجوع للبيت قبل انتهاء المباراة وبداية الطقوس الإحتفالية المعتادة والتي تستلزم حتماً حالة شلل في كل شيئ بداية من توقف المرور كلية وانطلاق سارينات المشجعين في معزوفة مستمرة وصاخبة يصاحبها تلويح بالأعلام في حركات استعراضية بأوضاع مختلفة تدل على تمتع المحتفلين بلياقة بدنية عالية يبرزونها بخروج اجسامهم من نوافذ السيارات المنطلقة على الكباري في بطء شديد ولا يهم إن كانت هناك سارينة عربة إسعاف تمل مريض أو تريد إنقاذ آخر ... المهم الإحتفالات الكروية وليذهب الجميع للجحيم.
وقد ساقني حظي التعس في يوم من ايام بطولة الأمم الافريقية الماضية وكنت في الشارع وكانت سيارتي بالتصليح ويالهول مارأيت من توقف تام لكل وسائل المواصلات وتكتل الناس في الشوارع كيوم الحشر وكان يوم عجيب وصلت فيه البيت بعد ثلاث ساعات من المحايلة المستمرة لسائقي التاكسيات والميكروباصات واي نوع مواصلات يمكن أن تتصوروه !!
وطبعاً شاهدنا جميعا الاحتفالات التي تمت عقب كل مباراة لمصر وكيف تم نصب مولد في كل ميدان إحتفالاً بهذه المناسبة.
والحقيقة انا ليس عندي اي اعتراض على الاحتفال في حد ذاته كفعل يعبر به اي شخص عن مشاعر الفرح ولكن طريقة الاحتفال وتطرف المحتفلين هي مايعنيني هنا.
والحقيقة اننا كشعب يمارس الرياضة بعينيه ولايمارسها بالفعل نأتي بكل ماهو غريب من التصرفات التي لاتمت للرياضة ولا للروح الرياضية باي صلة بل أني أكاد أزعم ان الروح الرياضية في مصر قد طلعت منذ زمن ويشهد على ذلك سلوك المتفرجين في الملاعب والألفاظ النابية التي تُقال للاعبي الفريق الآخر أو لمشجعي الفريق المعادي أو حتى للحكام الذين لم يسلموا من من هذه الروح المستشرية !!!
وماحادثة مشجعي الأهلي الذين اشعلوا النار في مشجع الزمالك ببعيدة !!!
وماحادثة كرم جابر لاعب المصارعة الذي مارس المصارعة في شارع صلاح سالم ببعيدة وضرب سائق تاكسي ضرباً مبرحاً !!!
ومظاهر الشماتة التي يبديها اي فريق إذا خسر فريق منافس وكأن الرياضة حرب وليست غالب ومغلوب !!!
هذا طبعاً بخلاف طريقة الاحتفال الأخيرة والتي استخدم المختفلون فيها عبوات البيروسول كسلاح مشتعل للتعبير عن حرارة التشجيع والحماسة والوطنية الملتهبة !!!!
ولن أتحدث عن مناظر الفتيات المشجعات وملابسهن وطريقتهن في التشجيع وتغير مفاهيم المجتمع والسماح لهن بالتواجد في الشوارع في هذا الوقت المتأخر من الليل ومايُصاحب هذه الأمور عادة من تحرشات أصبح الحديث عنها من قبيل المسلمات التي ملأت حياتنا مؤخراً !!!!
وأكرر مرة أخرى انني لست ضد الفرح ولا ضد أن يفرح شعب مطحون حياته مليئة بالكوارث والأحزان ولكني أستغرب التطرف الواضح جدا في مظاهر التعبير عن هذا الفرح حتى أصبح سقوط أحد المشجعين ميتاً من البديهيات المصاحبة لفعل التشجيع !!!
ولايفوتني أن اذكر بالحوادث المصاحبة للبطولات حيث وقعت كارثة العبارة السلام 98 في البطولة الماضية ووقع حادث مروع على طريق سريع لم يهتم به أحد في غمرة الانشغال بالاحتفالات المنصوبة وخوفاً من تكدير صفو المواطنين الفرحين !!!!
وكالعادة طوى الحادث النسيان كغيره من الحوادث التي تمر علينا وننساها بسرعة !!!
وإذا تحدثنا عن إهتمام المسؤولين بحضور المباريات ومداعبة مشاعر المواطنين الذين يعتبرون مشاركة المسؤول الفلاني لهم في الفرجة شرف لايدانيه شرف وتعبير عن تلاحم المسؤولين ببسطاء الناس ومشاركتهم مشاعر الفرح ولا يهم بعد ذلك إذا كان هذا المسؤول يؤدي عمله الأصلي ويخدم المواطنين أم لا ... المهم أنه يشاركهم فرحتهم الكروية وهذا يكفي !!!!
وأحب أن أكرر أيضاً أنني لست ضد تفرغ المسؤولين لحضور المباريات أو مشاهدتها ولكني ضد أعتبار مجرد مشاهدتهم أو حضورهم المباريات شرف يتكرمون به على المواطنين ويستحقون عليه كل تقدير مما يجعل المواطن يستحي أن يطالبهم بأداء أعمالهم الأصلية المعينين لأجلها !!!!
نأتي للمكافآت التي يحصل عليها الفريق والمدرب وباقي الشلة من جهاز فني وغيره خاصة وأن اتحاد الكرة يغدق على الجميع بمبالغ خرافية لاأعرف من أين لهم بها في بلد يعاني الجميع فيه من ارتفاع الاسعار وسوء الخدمات إلي آخر القائمة الطويلة من المعاناة التي تجعل الانفاق على كرة القدم بهذه الطريقة يدخل تحت بند السفه المنتشر حولنا كالفطر !!!!
ولاتتوقف المنح والعطايا على اتحاد الكرة ولكنها تمتد لتبرعات سخية مليونية لايُسمع عنها ولا عن اصحابها اذا تعرض البلد لكارثة من الكوارث المعتادة في حياتنا والتي تحتاج لتكاتف الغني مع الفقير !!!!
ولا يتوقف الأمر على العطايا والهبات المحلية ولكن يمتد خارج الحدود حيث نسمع عن ارقام فلكية لتبرعات من الأمير فلان والشيخ علان .
وأكرر مرة أخرى انني لست ضد التبرع بمكافأة سين أو جيم من الناس ولكني ضد التكريم المهين الذي وقف فيه كل من هب ودب للتسول على حساب الفريق القومي بعد حصوله على الكأس حتى أن اتحاد الكرة لم يعطي الفريق الفرصة للاحتفال مع الشعب الذي هتف له في الشوارع وسهر له في البرد ونام أمام بوابات المطار لإستقبال العائدين بالكأس ولم يتمكنوا حتى من استقبال الفريق في المطار بسبب الاجراءات الأمنية التي واكبت استقبال السيد الرئيس للفريق العائد بالكأس وبعد ذلك تم شحن الفريق لدبي لتكريمه ولم الهدايا والمكافآت التي قيل انها تعدت المليون لكل فرد هذا بخلاف الهدايا العينية كالساعات الذهبية وخلافه !!!!
وقبل كل هذا وذاك مولد النفاق الإعلامي الذي واكب الحدث وحول النصر الكروي من نصر للفريق ومدربه إلي نصر للحكومة كلها وانفجرت ماسورة النفاق والضحك على الذقون حتى وصل الاستخفاف مداه بنسب الانتصار الكروي الملحمي للسيد الرئيس ونجليه والذي لولا عطفه الابوي ومتابعته للفريق القومي لما تحقق النصر ولما عاد الفريق بالكأس !!!!
وامتلأت الصحف بمانشيتات عجيبة ماأنزل الله بها من سلطان تصور الانتصار على الفريق الفلاني بالفاظ غير لائقة ولاتمت للروح الرياضية باي صلة !!!
حتى البرلمان تفرغ للمرجحة في مولد سيدي الكأس وتوشح أعضاءه بعلم مصر للتعبير عن وطنيتهم الزاعقة وكان من بركات سيدي الكأس أن وحد بين المعارضة والحكومة في التعبير عن الفرحة بهذا النصر المبين !!!
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل الامر بأحد النواب أن طالب بتدريس هدف أبو تريكة في المدارس حتى يتعلم التلاميذ معنى الوطنية !!!!
وليتنا وقفنا عند هذا الحد بل تعالت بعض الأصوات مطالبة بتعيين حسن شحاتة رئيساً لوزراء مصر !!!
صحيح أن حسن شحاتة قد حقق إنجازاً رياضياً ولكن أن يصل بنا التطرف لهذا الحد والمطالبة بأن يتولي أمر رئاسة الوزراء لمجرد انه نجح في إدارة الفريق القومي فحتماً هناك خلل كبير في تقييمنا للأمور وذلك بسبب إفتقادنا الشديد لرؤية مسؤول يقوم بعمل اي انجاز في هذه الايام الغبراء !!!!
والخلل الحقيقة لم يتوقف عند هذه المظاهر بل تعداها ليختزل الوطنية في الصراخ والتهليل المصاحب لتشجيع الفريق القومي وكلما كان التهليل أعلى كلما كانت الوطنية متضخمة وكلما كان الإنتماء بخير !!!!
ولم نفق من المولد المنصوب ولم نأخذ الوقت حتى لفك المراجيح حتى باغتنا عصام الحضري بهروبه الكبير والذي وقف أمامه الناس مابين مؤيد ومعارض !!!!
حيث اعتبره المؤيدون حقه المشروع وفرصته في تكوين نفسه وقد بلغ من العمر مايجعل فرصه ضئيلة في جمع مزيد من الملايين فعليه أن يلحق بالعربة الاخيرة من قطار المكافآت السخية حتى لو كان ذلك استغلالاً لثغرة غريبة موجودة في القوانين المنظمة لعمليات احتراف اللاعبين وحتى لو كان ذلك طعنة لناديه ووضعهم في موقف لايُحسدون عليه خاصة وليس لديهم من يحل محله !!!!!
وعلى هامش البطولة وقبل أن انسى كان لي راي مختلف قليلاً عن رأي محبي أبو تريكة والذين اعتبروا رفعه للفانلة المكتوب عليها تعاطفاً مع أهل غزة وساماً على صدره وصدرنا جميعا وهذا أمر اتفق معهم فيه ولكن لو كان أبو تريكة تبرع بمبلغ لاطفال غزة لكان أوقع بدلاً من حصر الأمر في الكتابة على الفانلة وكأن هذا هو المراد من رب العباد وكفى !!!!
الحقيقة لم يعد يدهشني في هذا البلد التي تولي كرة القدم فقط كل اهتمامها ولا تتوقف ولو قليلاً عند اي رياضة اخرى ولو بقليل من العطف والاهتمام
فالدولة التي تنفق على كرة القدم مالاتنفقه على التعليم والصحة ليس بغريب عليها ان يحدث فيها هذا الاهتمام المرضي بالكرة ولاعبيها حتى أصبح لزاماً علينا إذا أردنا أن نحيا في هذا البلد حياة كريمة بعيداً عن البهدلة والوقوف في طوابير الخبز وطوابير العلاج وطوابير اي حاجة أن ننقسم إلي فريقين
الرجال ينضمون لفرق كرة القدم أو أي لعبة ستحظي بقبول مستقبلي
والنساء إما العمل كراقصات ( أعزكم الله) أو فنانات ومطربات
فهذه هي الفئات التي تحصل على حقها وزيادة في هذا البلد وتُعامل معاملة الابطال والمناضلين
فالكرة كما قال هادي فهمي غذاء الروح
والعلم لايكيل بالبتنجان
ولا يفوتني في هذا الصدد أن اشيد بالروح العروبية التي تلبست كل الناس فصار الحديث عن مصر العروبة والنصر للعرب والهتافات العروبية الصادرة من الاعماق التي لم نرها منذ زمن خاصة وأن عروبة مصر كانت على المحك في تعاملها مع أزمة غزة المحاصرة بايدينا ولكن لم نسمع هذه الاصوات العروبية في زحمة المولد
ولا أعرف لو انهزم الفريق لاقدر الله ولم يعد بالكأس هل ستكون الروح العروبية الرياضية حاضرة ايضاً
أم ان للنصر مليون أب والهزيمة لقيطة
الشعب الذي يتحرك بالآلاف لتحية فريق كرة القدم ولا ينبس ببنت شفة لمواجهة هذا الوضع المتردي على كافة الاصعدة بداية من إرتفاع الاسعار ونهاية ببيع البلد والمضاربة بمليارات التأمينات والمعاشات في البورصة يستحق مايحدث له
ولا عزاء للروح الرياضية التي انتقلت للرفيق الأعلى أثر حادث أليم
ولا اراكم الله مكروه في عزيز لديكم
ولاأزعم اني متابعة متفحصة للأنشطة الرياضية وحتى وقت قريب لم أكن أعرف من كرة القدم سوى بعض المصطلحات البسيطة كالفاول والآوت وضربة الجزاء وبعض الكلمات الأخرى على خفيف يعني.
حتى صفحات الرياضة في الجرائد لم أكن افتحها الحقيقة لأني كما قلت لاافهم في الرياضة.
وكنت أعرف من اصوات صراخ الجيران أن هناك مباراة ما وأعرف من التعليقات المصاحبة اسماء الفرق التي تلعب !!!
وكنت أتابع اخبار مواعيد المباريات عندما أكون خارج البيت حتى أعمل حسابي في الرجوع للبيت قبل انتهاء المباراة وبداية الطقوس الإحتفالية المعتادة والتي تستلزم حتماً حالة شلل في كل شيئ بداية من توقف المرور كلية وانطلاق سارينات المشجعين في معزوفة مستمرة وصاخبة يصاحبها تلويح بالأعلام في حركات استعراضية بأوضاع مختلفة تدل على تمتع المحتفلين بلياقة بدنية عالية يبرزونها بخروج اجسامهم من نوافذ السيارات المنطلقة على الكباري في بطء شديد ولا يهم إن كانت هناك سارينة عربة إسعاف تمل مريض أو تريد إنقاذ آخر ... المهم الإحتفالات الكروية وليذهب الجميع للجحيم.
وقد ساقني حظي التعس في يوم من ايام بطولة الأمم الافريقية الماضية وكنت في الشارع وكانت سيارتي بالتصليح ويالهول مارأيت من توقف تام لكل وسائل المواصلات وتكتل الناس في الشوارع كيوم الحشر وكان يوم عجيب وصلت فيه البيت بعد ثلاث ساعات من المحايلة المستمرة لسائقي التاكسيات والميكروباصات واي نوع مواصلات يمكن أن تتصوروه !!
وطبعاً شاهدنا جميعا الاحتفالات التي تمت عقب كل مباراة لمصر وكيف تم نصب مولد في كل ميدان إحتفالاً بهذه المناسبة.
والحقيقة انا ليس عندي اي اعتراض على الاحتفال في حد ذاته كفعل يعبر به اي شخص عن مشاعر الفرح ولكن طريقة الاحتفال وتطرف المحتفلين هي مايعنيني هنا.
والحقيقة اننا كشعب يمارس الرياضة بعينيه ولايمارسها بالفعل نأتي بكل ماهو غريب من التصرفات التي لاتمت للرياضة ولا للروح الرياضية باي صلة بل أني أكاد أزعم ان الروح الرياضية في مصر قد طلعت منذ زمن ويشهد على ذلك سلوك المتفرجين في الملاعب والألفاظ النابية التي تُقال للاعبي الفريق الآخر أو لمشجعي الفريق المعادي أو حتى للحكام الذين لم يسلموا من من هذه الروح المستشرية !!!
وماحادثة مشجعي الأهلي الذين اشعلوا النار في مشجع الزمالك ببعيدة !!!
وماحادثة كرم جابر لاعب المصارعة الذي مارس المصارعة في شارع صلاح سالم ببعيدة وضرب سائق تاكسي ضرباً مبرحاً !!!
ومظاهر الشماتة التي يبديها اي فريق إذا خسر فريق منافس وكأن الرياضة حرب وليست غالب ومغلوب !!!
هذا طبعاً بخلاف طريقة الاحتفال الأخيرة والتي استخدم المختفلون فيها عبوات البيروسول كسلاح مشتعل للتعبير عن حرارة التشجيع والحماسة والوطنية الملتهبة !!!!
ولن أتحدث عن مناظر الفتيات المشجعات وملابسهن وطريقتهن في التشجيع وتغير مفاهيم المجتمع والسماح لهن بالتواجد في الشوارع في هذا الوقت المتأخر من الليل ومايُصاحب هذه الأمور عادة من تحرشات أصبح الحديث عنها من قبيل المسلمات التي ملأت حياتنا مؤخراً !!!!
وأكرر مرة أخرى انني لست ضد الفرح ولا ضد أن يفرح شعب مطحون حياته مليئة بالكوارث والأحزان ولكني أستغرب التطرف الواضح جدا في مظاهر التعبير عن هذا الفرح حتى أصبح سقوط أحد المشجعين ميتاً من البديهيات المصاحبة لفعل التشجيع !!!
ولايفوتني أن اذكر بالحوادث المصاحبة للبطولات حيث وقعت كارثة العبارة السلام 98 في البطولة الماضية ووقع حادث مروع على طريق سريع لم يهتم به أحد في غمرة الانشغال بالاحتفالات المنصوبة وخوفاً من تكدير صفو المواطنين الفرحين !!!!
وكالعادة طوى الحادث النسيان كغيره من الحوادث التي تمر علينا وننساها بسرعة !!!
وإذا تحدثنا عن إهتمام المسؤولين بحضور المباريات ومداعبة مشاعر المواطنين الذين يعتبرون مشاركة المسؤول الفلاني لهم في الفرجة شرف لايدانيه شرف وتعبير عن تلاحم المسؤولين ببسطاء الناس ومشاركتهم مشاعر الفرح ولا يهم بعد ذلك إذا كان هذا المسؤول يؤدي عمله الأصلي ويخدم المواطنين أم لا ... المهم أنه يشاركهم فرحتهم الكروية وهذا يكفي !!!!
وأحب أن أكرر أيضاً أنني لست ضد تفرغ المسؤولين لحضور المباريات أو مشاهدتها ولكني ضد أعتبار مجرد مشاهدتهم أو حضورهم المباريات شرف يتكرمون به على المواطنين ويستحقون عليه كل تقدير مما يجعل المواطن يستحي أن يطالبهم بأداء أعمالهم الأصلية المعينين لأجلها !!!!
نأتي للمكافآت التي يحصل عليها الفريق والمدرب وباقي الشلة من جهاز فني وغيره خاصة وأن اتحاد الكرة يغدق على الجميع بمبالغ خرافية لاأعرف من أين لهم بها في بلد يعاني الجميع فيه من ارتفاع الاسعار وسوء الخدمات إلي آخر القائمة الطويلة من المعاناة التي تجعل الانفاق على كرة القدم بهذه الطريقة يدخل تحت بند السفه المنتشر حولنا كالفطر !!!!
ولاتتوقف المنح والعطايا على اتحاد الكرة ولكنها تمتد لتبرعات سخية مليونية لايُسمع عنها ولا عن اصحابها اذا تعرض البلد لكارثة من الكوارث المعتادة في حياتنا والتي تحتاج لتكاتف الغني مع الفقير !!!!
ولا يتوقف الأمر على العطايا والهبات المحلية ولكن يمتد خارج الحدود حيث نسمع عن ارقام فلكية لتبرعات من الأمير فلان والشيخ علان .
وأكرر مرة أخرى انني لست ضد التبرع بمكافأة سين أو جيم من الناس ولكني ضد التكريم المهين الذي وقف فيه كل من هب ودب للتسول على حساب الفريق القومي بعد حصوله على الكأس حتى أن اتحاد الكرة لم يعطي الفريق الفرصة للاحتفال مع الشعب الذي هتف له في الشوارع وسهر له في البرد ونام أمام بوابات المطار لإستقبال العائدين بالكأس ولم يتمكنوا حتى من استقبال الفريق في المطار بسبب الاجراءات الأمنية التي واكبت استقبال السيد الرئيس للفريق العائد بالكأس وبعد ذلك تم شحن الفريق لدبي لتكريمه ولم الهدايا والمكافآت التي قيل انها تعدت المليون لكل فرد هذا بخلاف الهدايا العينية كالساعات الذهبية وخلافه !!!!
وقبل كل هذا وذاك مولد النفاق الإعلامي الذي واكب الحدث وحول النصر الكروي من نصر للفريق ومدربه إلي نصر للحكومة كلها وانفجرت ماسورة النفاق والضحك على الذقون حتى وصل الاستخفاف مداه بنسب الانتصار الكروي الملحمي للسيد الرئيس ونجليه والذي لولا عطفه الابوي ومتابعته للفريق القومي لما تحقق النصر ولما عاد الفريق بالكأس !!!!
وامتلأت الصحف بمانشيتات عجيبة ماأنزل الله بها من سلطان تصور الانتصار على الفريق الفلاني بالفاظ غير لائقة ولاتمت للروح الرياضية باي صلة !!!
حتى البرلمان تفرغ للمرجحة في مولد سيدي الكأس وتوشح أعضاءه بعلم مصر للتعبير عن وطنيتهم الزاعقة وكان من بركات سيدي الكأس أن وحد بين المعارضة والحكومة في التعبير عن الفرحة بهذا النصر المبين !!!
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل الامر بأحد النواب أن طالب بتدريس هدف أبو تريكة في المدارس حتى يتعلم التلاميذ معنى الوطنية !!!!
وليتنا وقفنا عند هذا الحد بل تعالت بعض الأصوات مطالبة بتعيين حسن شحاتة رئيساً لوزراء مصر !!!
صحيح أن حسن شحاتة قد حقق إنجازاً رياضياً ولكن أن يصل بنا التطرف لهذا الحد والمطالبة بأن يتولي أمر رئاسة الوزراء لمجرد انه نجح في إدارة الفريق القومي فحتماً هناك خلل كبير في تقييمنا للأمور وذلك بسبب إفتقادنا الشديد لرؤية مسؤول يقوم بعمل اي انجاز في هذه الايام الغبراء !!!!
والخلل الحقيقة لم يتوقف عند هذه المظاهر بل تعداها ليختزل الوطنية في الصراخ والتهليل المصاحب لتشجيع الفريق القومي وكلما كان التهليل أعلى كلما كانت الوطنية متضخمة وكلما كان الإنتماء بخير !!!!
ولم نفق من المولد المنصوب ولم نأخذ الوقت حتى لفك المراجيح حتى باغتنا عصام الحضري بهروبه الكبير والذي وقف أمامه الناس مابين مؤيد ومعارض !!!!
حيث اعتبره المؤيدون حقه المشروع وفرصته في تكوين نفسه وقد بلغ من العمر مايجعل فرصه ضئيلة في جمع مزيد من الملايين فعليه أن يلحق بالعربة الاخيرة من قطار المكافآت السخية حتى لو كان ذلك استغلالاً لثغرة غريبة موجودة في القوانين المنظمة لعمليات احتراف اللاعبين وحتى لو كان ذلك طعنة لناديه ووضعهم في موقف لايُحسدون عليه خاصة وليس لديهم من يحل محله !!!!!
وعلى هامش البطولة وقبل أن انسى كان لي راي مختلف قليلاً عن رأي محبي أبو تريكة والذين اعتبروا رفعه للفانلة المكتوب عليها تعاطفاً مع أهل غزة وساماً على صدره وصدرنا جميعا وهذا أمر اتفق معهم فيه ولكن لو كان أبو تريكة تبرع بمبلغ لاطفال غزة لكان أوقع بدلاً من حصر الأمر في الكتابة على الفانلة وكأن هذا هو المراد من رب العباد وكفى !!!!
الحقيقة لم يعد يدهشني في هذا البلد التي تولي كرة القدم فقط كل اهتمامها ولا تتوقف ولو قليلاً عند اي رياضة اخرى ولو بقليل من العطف والاهتمام
فالدولة التي تنفق على كرة القدم مالاتنفقه على التعليم والصحة ليس بغريب عليها ان يحدث فيها هذا الاهتمام المرضي بالكرة ولاعبيها حتى أصبح لزاماً علينا إذا أردنا أن نحيا في هذا البلد حياة كريمة بعيداً عن البهدلة والوقوف في طوابير الخبز وطوابير العلاج وطوابير اي حاجة أن ننقسم إلي فريقين
الرجال ينضمون لفرق كرة القدم أو أي لعبة ستحظي بقبول مستقبلي
والنساء إما العمل كراقصات ( أعزكم الله) أو فنانات ومطربات
فهذه هي الفئات التي تحصل على حقها وزيادة في هذا البلد وتُعامل معاملة الابطال والمناضلين
فالكرة كما قال هادي فهمي غذاء الروح
والعلم لايكيل بالبتنجان
ولا يفوتني في هذا الصدد أن اشيد بالروح العروبية التي تلبست كل الناس فصار الحديث عن مصر العروبة والنصر للعرب والهتافات العروبية الصادرة من الاعماق التي لم نرها منذ زمن خاصة وأن عروبة مصر كانت على المحك في تعاملها مع أزمة غزة المحاصرة بايدينا ولكن لم نسمع هذه الاصوات العروبية في زحمة المولد
ولا أعرف لو انهزم الفريق لاقدر الله ولم يعد بالكأس هل ستكون الروح العروبية الرياضية حاضرة ايضاً
أم ان للنصر مليون أب والهزيمة لقيطة
الشعب الذي يتحرك بالآلاف لتحية فريق كرة القدم ولا ينبس ببنت شفة لمواجهة هذا الوضع المتردي على كافة الاصعدة بداية من إرتفاع الاسعار ونهاية ببيع البلد والمضاربة بمليارات التأمينات والمعاشات في البورصة يستحق مايحدث له
ولا عزاء للروح الرياضية التي انتقلت للرفيق الأعلى أثر حادث أليم
ولا اراكم الله مكروه في عزيز لديكم
مقالة حلوة يا أستاذتنا :)
ردحذفومتبصيش ف اللينك إللي فوقي!
الحقيقة كل كلمة قلتها صحيحة انا فرحة ان احد في مصر يفكر بهذا التفكير
ردحذفلقد كدنا في المغرب نعتقد ان المصريين لا هم لهم سوى الكورة والافلام والاغاني والحقيقة اعجبنا الجزء الذي تصف فيه حضور المسؤولين للمباريات لمشاركة البسطاءنحن في المغرب بمجرد حضور اي مسؤول نتشائم بل لا نكاد نعطيه اهمية كأنه حضر او لم يحضر
اما عن الغلاء فهو عام اعتقد
لكنه عندنا لا يصل الى مرتبة الجوع وانا استغرب من كلامك هل غلاء الاسعار تمنع المصريين من العيش واريد ان اسأل ما مسألة الطوابير الخبز هذه هل ونحن في القرن العشرين مازلنا نعمل طوابير
وشكرا