السبت، 21 نوفمبر 2009

هذه بلادى فأرونى بلادكم




بنظرة على محتويات مكتبتى والتى تمثل فى نظرى جميع الاتجاهات الفكرية والأدبية العربية نجد أسماءا مثل أحمد بهجت ، احمد أمين ، أحمد رجب ، احسان عبد القدوس ، أحمد فؤاد نجم ، احمد رامى ، أحمد شوقى ، الشعراوى ، سيد قطب ، محمد الغزالى ، يوسف ادريس ، يوسف السباعى ، يوسف معاطى ، يوسف ادريس ، نجيب محفوظ ، عباس محمود العقاد ، مصطفى محمود ، محمود السعدنى ، محمد عبد الحليم عبد الله ، عبد الحليم محمود ، عبد الرحمن الشرقاوى ، على الجارم ، ابراهيم ناجى ، حافظ ابراهيم ، فاروق جويدة ، محمد جلال كشك ، عبد الوهاب مطاوع ، طه حسين ، عبد الحميد جودة السحار ، و غيرهم المئات .
هذه مجرد أمثلة من فئة لا يتسع المجال لذكرها جميعا ولا استطيع انا شخصيا حصرهم جميعا .
قد يتساءل البعض ما العلاقة وما مناسبة هذا ؟؟
هل لاحظ احدكم شيئا مشتركا بين هؤلاء ؟
هل هناك خط يربط بينهم جميعا ؟
فلنترك الاجابة قليلا ولنتطرق الى موضوع اخر ، وهو زوار المكتبة ، وطبقا لاحصائيات المدونة نجد ان 50 % من زوار المكتبة من داخل مصر ولا اقول مصريون لأننى اعلم ان زوار المكتبة من المصريين المغتربين كثيرون ايضا .
ويأتى فى المرتبة الثانية الزوار من داخل المملكة العربية السعودية بنسبة تقترب من 20 % وأعلم أيضا ان بعضهم مقيمين وليسوا سعوديين ، ثم يأتى بعد ذلك بعض الدول العربية الجزائر والمغرب بنسبة متقاربة .
ثم الولايات المتحدة واسرائيل وانجلترا والمانيا وفرنسا وكندا وباقى الدول العربية ، وفى النهاية باقى دول العالم بنسب قليلة .
وانى لفخور اننى ساعدت فى توصيل الأدب والفكر العربى والاسلامى الى مختلف أنحاء المعمورة والى دول لا تتحدث العربية ، والمواد العربية المنشورة فيها قليلة او منعدمة .
نعود مرة اخرى الى السؤال : ماهى العلاقة ؟
الملاحظ ان عمالقة الادب والفكر العربى والاسلامى أغلبهم مصريون ، ويشكلون ما يفوق 80 % من أدباء وكتاب ومفكرى الوطن العربى أجمع .
وأن غالبية المترددين على المكتبة مصريون .
هل هى مصادفة ؟؟
بالطبع لا
فمصر ليست مجرد دولة على خريطة العالم مثل باقى دول العالم ، فالمصريون عرفوا الأدب والشعر فى عصورهم القديمة فى وقت كانت فيه أمم أخرى تتسلق الأشجار وتعيش فى الكهوف ، وآخرون كانوا يهيمون عى وجوههم فى الصحراء بحثا عن مأوى وعن شىء يسدون به رمقهم .


مصر كانت دولة فى وقت لم يكن أحد يعلم فيه ما هو مفهوم الدولة .


كانت دولة لها جيش وحكومة وصناعات وزراعة وعلاقات مع أمم وحضارات مجاورة .


ومن لا يعلم هذا فليشاهد الأهرامات وابو الهول ، فليزور الأقصر ويرى الكرنك ووادى الملوك ووادى الملكات .


اما اذا كان " متفرنجا " ومنتمى الى فرنسا فليذهب الى اللوفر بباريس واذا كان لا يملك ثمن التذكرة فليذهب الى ميدان الكونكورد بباريس وليشاهد اثرا من اثارنا .


وكغيرها من الأمم مرت بفترات من الازدهار وفترات من الاضمحلال ، واحتلت من قبل الهكسوس ، واليونان والرومان ، ولكنهم جميعا لم يؤثروا فيها بل تأثروا بها .
حتى الاسكندر الأكبر الذى غزا العالم عندما جاء الى مصر تشبه بالمصريين .
وبعد أن من الله على مصر بالاسلام والفتح العربى الاسلامى على يد عمرو بن العاص ، وبعد قوله صلى الله عليه وسلم أن اهلها هم خير أجناد الأرض ، اخذت مصرا دورا جديدا ورئيسيا فى الدولة الاسلامية الناشئة .
ومن مصر انطلق الجيوش لفتح شمال افريقيا والأندلس فيما بعد .
وفى عصور أحدث وعندما نشأت الخلافة الفاطمية فى المغرب العربى وعندما قاموا بغزو مصر اتخذوها مقرا لهم ، ولم اسمع فى حياتى ان غازيا ترك بلاده وأصوله واتخذ من بلد احتلها مقرا له الا هذه المرة .
ولاحقا عندما قدم صلاح الدين الى مصر مع عمه وقضى على الخلافة الفاطمية وانشأ الدولة الايوبية وكانت مصر مقرها ومن مصر انطلقت الجيوش تحت قيادة صلاح الدين ضد الحملات الصليبية .


وبنهاية الايوبيين وبداية المماليك ، كانت البداية مع خطب عظيم ، فالتتار الذين أتوا من أقاصى الأرض ، ودمروا بلادا وأبادوا شعوبا بأكملها ، حتى بغداد عاصمة الخلافة العباسية سقطت فى ايديهم .
وتصدى لهم الجيش المصرى فى عين جالوت بقيادة قطز واوقفوا زحفهم وغزواتهم .
وفى عصر أحدث وفى نهاية القرن الثامن عشر قدم الفرنسيون الى مصر لتعطيل مصالح الانجليز فى الهند ولم ينجحوا فى البقاء بمصر الا ثلاث سنوات " 1798 - 1801 " قوبلوا أثناءها بالثورات فى كل مكان ، ليست ثورات مثل التى يقول اصحابها اليوم نحن ثوار ، وانما ثورات دموية ، أقلق خلالها المصريون الوجود الفرنســى وارغموهم على الرحيل .

ومنذ هذا الوقت ولدى الفرنسيون هوس بكل ما هو مصرى Egyptomania
كان هذا فى عام 1801 فى وقت لم تكن أغلب الدول الموجودة على الخريطة الان ظهرت بعد .
وعندما تولى حكم مصر محمد على باشا عام 1805 وهو ألبانى وهذا غريب جدا ، كان حب هذا الرجل للبلاد يفوق كل حد ، طور محمد على البلاد تطويرا شاملا ، أرسل البعثات واستقدم الخبراء ، الجيش ، الزراعة ، التعليم ، الصناعة وكافة المجالات شهدت فى عهده طفرة كبيرة ، ولا عجب انه يسمى مؤسس مصر الحديثة .
مصر الحديثة عام 1805 ، تخيلوا 1805 ونقول حديثة
فما بالنا بدول لم تكن قد ظهرت الى الوجود بعد .


نعود الى قصتنا ، بلغت قوة محمد على لدرجة أن استعان به السلطان العثمانى فى حروبه ضد الوهابيين بشبه الجزيرة ، ووصلت جيوش محمد على الى الشام وشبه الجزيرة العربية والى حدود الاناضول فضلا عن السودان جنوبا
وعندما استشعرت الدول الغربية عظمة هذا الرجل وما يمكن ان يفعله اذا ما ترك هكذا تحالفوا عليه عسكريا وهزموه عام 1838 وفرضوا عليه عددا من الشروط التى قلصت من حجم الامبراطورية المصرية .


وعندما احتل الانجليز مصر عام 1881 قوبلوا بالثورة فى كل مكان ، بداية من الثورة العرابية ومرورا بأحداث كثيرة انتهت بخروجهم من البلاد بعد ثورة يوليو .
ورغم هذا لم يتحجج المصريون بالاحتلال وانما سارت الحركة العلمية والفكرية جنبا الى جنب مع الحركة الثورية ، وأعظم المفكرين والادباء المصريين ظهروا فى هذه الفترة .
وبعد ثورة يوليو 1952 ساعدت مصر اغلب الحركات الشعبية فى الوطن العربى وافريقيا ضد الاحتلال .
وربما تكون هذه هى كبرى خطايا الثورة
والمثل يقول
فعلنا جميلا قابلونا بضده
وهذا لعمرى من فعال الفواجر
ومن يفعل المعروف فى غير أهله
يجازى كما جوزى مجير ام عامر

عموما لست انا من يقيم هذه الامور فلها رجالها
فى القرن العشرين خاضت مصر حرب 1948 ، وواجهت العدوان الثلاثى على مصر 1956 ، ونالت هزيمة قاسية 1967 ، ولكن فى عام 1973 حققت مصر اعظم الانتصارات العربية والاسلامية فى العصر الحديث فى حرب أكتوبر ، رغم ما يتشدق به البعض الان من ان اكتوبر كانت خدعة وتمثيلية واننا خسرنا فيها .


هذه جولة سريعة فى تاريخ مصر قديما وحديثا من شخص غير متخصص تماما وانما كل ما ذكرته هو من قراءاتى سابقا ، فماذا لو تكلم اهل العلم ، اعتقد ان المجال لن يتسع
اذن لا عجب ان يكون كل هؤلاء المفكرين والادباء من مصر ، لانهم يحملون فى داخلهم تراثا عمره الاف السنوات .
دعونا نفترض ان مصر هذه لم تكن موجودة ، وان نيلها لم يكن ، وان ارضها صحراء جرداء لا خير فيها ، ترى هل ستكون النتيجة نفسها ؟
بالطبع لا
والأمثلة كثيرة
فلو أننا بلا تاريخ ولا حضارة لصرنا مجموعة من الهمج ، بالطبع تعرفون الهمج ، وما يحدث الان هو خير دليل
وبالنهاية انا متأكد ان كلامى موجه الى فئة قارئة مثقفة تعى جيدا وتستطيع تقييم الأمور
وأنا متأكد ان كل شخص منكم لديه فى منزله شىء يمت الى مصر بصلة ، ومن يدعى غير هذا فليخبرنى

أعزائى
هذه بلادى
أليس لى الحق أن أتيه وأفخر بها ، أليس لى الحق أن أعتز بكونى انتمى الى هذا البلد
أعزائى همج وبرابرة القرن الحادى والعشرين
هذه بلادى
فأرونى بلادكم

تحياتى


مواضيع من نفس التصنيف



هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هل لديك شك في حضارة مصر وتاريخ مصر بسبب ضغط الحاضر؟
    هذا هو التفسير الوحيد لما كتبت ولا تفسير غيره
    هذه العقدة الحضارية المستحكمة آتية من ممارسات على الأرض صنفها العالم كله بالحادثة الارهابية الهمجية
    إرهاب السلطة ولا اقول إرهاب الدولة لأنه لا بلد واحد من بلدان العرب يملك دولة, فنحن بتخلفنا الشنيع نعيش في عصر ما قبل الدولة كلنا من المحيط إلى الخليج.
    نعترف ونعتز يأن مصر كان لها دولة في الماضي أما في الوقت الحاضر فلا مصر ولا الجزائر ولا لأي قطر عربي آخر له دولة.
    هناك سلط تتكون من تحالف قبائل وعشائر وقبائل معاصرة متمثلة في عصب سياسية ومالية تتآلف وتتحالف مع القبائل والعشائر لتحكم وتستفيد على حساب شعوبها ومصالحها العليا
    أما عن الإرهاب فالعالم كله يقول بكل وضوح أن حادثة الحافلة كانت إرهابا وحشيا تعرض له الفريق الجزائري أتعرف لماذا؟ لأن عبقرية عصب السلطة في مصر أرادت أن تجعل من مباراة كرة القدم والتأهل للمونديال مدخلا لتلميع شخص ما من أجل وضعه على رأس الجملوكية, والطريق إلى هذا واحد لا غير هو إرهاب الفريق الجزائري وأنصاره والانتصار عليه بأي ثمن. فكان ما كان وما بعده كله تداعيات. أما مصر الحبيبة وشعبها العزيز فلا علاقة لهما من قريب ولا بعيد بما حدث ويحدث, أما وقد اخترت انت الانضمام إلى تحالف القبائل والعشائر والعصب الجاثمة على صدر شعب مصر وعلى صدر شعب الجزائر أيضا فأنت حر كل الحرية لكن عليك أن تتحمل مسؤولياتك أمام الله وأمام التاريخ وأمام شعبك وكل العرب. ما تسرده من حضارات مصر ومجد مصر وعظمة مصر وهو ما نعتز به جميعا كعرب ومسلمين بما لنا من تاريخ مشترك ومصير مشترك, ومن ذلك فإن عاصمة مصر هي قاهرة المعز لدين الله الفاطمي مؤسسها, وأظنك تعرف من هو ومن أين قدم إلى مصر أرض الكنانة وأم الدنيا. لكن يا أخ العرب
    إن الفتى من يقول ها أنذا وليس الفتى من يقول كان أبي.
    وما يحدث عار ولا يشرف أحدا والجانبان الرسميان متورطان فيه لخدمة مصالحهما السياسوية الشعبوية التلميعية الضيقة المشبوهة, لكان بدرجات متفاوتة أقلها أن أحدهما يفعل والآخر يرد الفعل, ولهما مصلحة غير مشرفة في ذلك على حساب شعبيهما وأمتهما, يبقى أنك اخترت الانضمام إلى هذه الحرب غير المقدسة فلتتحمل مسؤولياتك, وعلى من يدعون الانتماء للثقافة والعروبة والاسلام أن يتبرأوا من التصرفات المماثلة.
    مواطن بسيط جزائري

    ردحذف
  2. أخيرا انبرى أحد للرد
    سأترك كل ما كتبته فى رسالتك من كلام كبير جدا ولنأت الى كلمتك
    الفتى من يقول ها أنذا
    حسنا
    فلتنتظر ردى فى التدوينة القادمة
    وأرجو أن ترد على بالمثل وتقول لى من أنت
    أما تلميحك ببناء القاهرة بواسطة جوهر الصقلى فجوههر الصقى كما تعلم كان مملوكا جلب من اوروبا واسمه يدل على نسبه
    واذا كان ادعاءك بأن ذلك بأمر من المعز
    فلماذا لم يشيد المعز عاصمة لدولته لديكم
    بل لماذا ترك الصحراء وأتى الى مصر
    واذا كنت تظن ان جوهر انشأ القاهرة من العدم فأنت واهم
    فما منف والفسطاط والقطائع الا عواصم قديمة لمصر بذات المكان وبتسميات مختلفة
    وكل ما فعله جوهر هو التوسعة وانشاء الاسوار والابواب
    أما افتخارك بالمعز فلا داعى له فكم أنجبت أرضكم شخصا مثل المعز أو طارق
    فما هما الا لآلىء لمعت فى أكوام من التراب
    واذا احببت ان تحصى فيمكننى أن احصى لك قادة ومفكرين وعلماء وأدباء وفلاسفة مصريين أثروا العالم العربى كله من المحيط الى الخليج
    ولتضع هؤلاء جميعا فى كفة ولتضع ما انجبته الدول العربية كافة فى كفة أخرى

    وكل ادعاءاتك بوحشية الاعتداءات على فريقكم بالقاهرة فأنت تعلم جيدا انها لم تحدث
    وجميعنا يعلم من منا متعصب ومن متسامح
    وجميعنا يعلم ما يفعله مشجعوا بلادكم داخل بلادكم وخارجها
    فتاريخكم فى هذا المجال حافل وأوروبا كلها تشهد لكم
    عزيزى
    لا داعى للمقارنة
    فهى ظالمة بكل المقاييس
    انتظر تدوينتى القادمة وبها نماذج مصرية معاصرة
    ولى أن اسالك سؤالا عابرا
    هل انت مسلم
    هل تستمع الى القرآن ؟
    بأى صوت
    أم ستقاطعون عبد الباسط والحصرى ومحمد رفعت والمنشاى والطبلاوى
    وتستبدلونهم بمقرئين فرانكو آراب
    تحياتى

    ردحذف

ليصلك جديد المدونة

ادخل بريدك الالكتروني