الأربعاء، 12 مارس 2008

المسؤولية مشتركة

لا أعتقد أنه من السهل على إنسان أن يغير رأيي بخصوص الواقع العربي. فمع كامل احترامي و تقديري للشعب الفلسطيني الصامد و المرابط و لأهلنا المقاوم في لبنان و لشعبنا الرازح تحت الاحتلال في الجولان السوري، إلا أن وطننا العربي لا يجب أن نختزله في القضية الفلسطينية أو الجولان، بل إن قضايانا أكثر و أكبر و أشمل. لا أعرف لماذا ينسى العرب أو هم يتناسو أن الصومال دولة تنتمي للوطن العربي و هي ترزح تحت الحرب الأهلية منذ عشرات السنين، و ماذا عن جزر القمر، و جيبوتي و موريطانيا و ليبيا و العراق ة السودان و اليمن؟ أضف إلى ذلك الارهاب و التطرف. و لا أعتقد أننا بحاجة لذكر الاقتصاد و الفقر و التخلف و الجهل و الأمية و الأفكار الرجعية و غيرها. إنه الجزء المتكامل. لا يمكننا أن ننظر في جزء و نغض الطرف على الجزء الأخر لأننا كمثل الجسد الواحد. فإذا ما أصابت مصيبة أو ألم جزء منه، تداعي باقي الجسد بالألم و الحمى. لذلك يجب أن تكون نظرتنا أشمل و أعمق. و ربما أهم ما علينا القيام به هو أن نتعلم احترام الرأي الآخر و أن لا نتسرع و نتهم البقية بالعمالة أو الخيانة أو أنصاف الرجال لأنهم اتخذوا حلاّ و رؤية مختلفة لمسألة مصيرية. فأنا مؤمن بالسلام في الشرق الأوسط و لكن ذلك لا يعني أنني خنت القضية أو بعت فلسطين أو وضعت يدي بيد الشيطان. و عندما أقف ضد حزب الله اللبناني، فإن ذلك لا يعني أنني ضد المقاومة و أنني عميل، بل لأن سياسة الحزب الداخلية تخطت كل الخطوط الحمر و أصبح لا بد من أن نقول لا. فالمقاومة و العروبة ليست حكرا على مجموعة دون أخرى. إن مسؤولية ما يحدث لنا هي مسؤولية مشتركة نتقاسمها جميعا كعرب و ليست الولايات المتحدة أو إسرائيل أو الغرب هم فقط المسؤولون عما يحدث لنا. ليسوا هم الشيطان بل إن الشيطان موجود بداخلنا.

مواضيع من نفس التصنيف



هناك تعليق واحد:

ليصلك جديد المدونة

ادخل بريدك الالكتروني