أنهار الربع الخالي
هنالك الكثير من الأحاديث النبوية التي ربطت بين حقائق علمية وقيام الساعة، لتكون هذه الحقيقة العلمية دليلاً على أن يوم القيامة لا بد أن يأتي،يكشف هذا البحث حقائق جديدة في علم المناخ تأتي لتشهد على صدق هذا النبي الأمي وذلك من خلال الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية..........
من الأشياء العجيبة التي حدثنا عنها النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام، حديث يدلنا على تاريخ الصحراء في الجزيرة العربية، أو على أرض العرب إجمالاً، ويحدثنا عن شيء سوف يحدث بعد فترة من الزمن، يقول صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً) [حديث صحيح].
طبعاً هذا الحديث لا يمكن أن يتصوره إنسان يعيش في القرن السابع الميلادي، أي في العصر الذي قيل فيه هذا الحديث، لأنه لا أحد يتخيل أن الصحراء ستنقلب إلى مروج وأنهار، ولو تخيل ذلك لا يستطيع أن يتخيل أن هذه الصحراء كانت فيما قبل مغطاة بالأنهار والبحيرات والنباتات والمروج. ولكن النبي عليه الصلاة والسلام وهو الذي لا ينطق عن الهوى حدثنا عن هذا الأمر، وهذه معجزة تشهد على صدقه، ولم تنكشف أمامنا إلا حديثاً جداً.
في منتصف القرن العشرين بدأ العلماء يدرسون ما يسمونه دورة الطقس أو دورة المناخ، ووجدوا أن هنالك دورة للكرة الأرضية ليس حول نفسها أو حول الشمس أيضاً محور الأرض يدور حول نفسه، فالآن الأرض تميل أثناء دورانها على محورها بحدود 23 درجة ونصف عن هذا المحور، وبسبب هذا الميلان ينشأ كما نعلم الصيف والشتاء والربيع والخريف. ولكن هذا المحور مثلاً قبل آلاف السنين كانت درجة ميلانه أكبر مما هي عليه اليوم، وقبل ذلك كانت أكبر، ولذلك فإن الأرض كانت تمر بعصور يسمونها العصور الجليدية، ومنذ أكثر من عشرين ألف سنة كانت أوروبا (قارة أوربا) مغطاة تماماً بطبقات من الجليد يبلغ سمكها مئات الأمتار، هذه الطبقات التي غطت قارة أوربا بالكامل قالوا إنها حدثت في العصر الجليدي منذ أكثر من عشرين ألف سنة.بدأ علماء وكالة ناسا في رحلتهم حول كوكب الأرض باستكشاف المناطق الأثرية، والمناطق التي تحوي الثروات الطبيعية مثل الغاز والبترول وغير ذلك،ويبحثون عن المعادن، وبحثوا في كل مكان. وأخيراً قالوا لماذا لا نبحث في صحراء الربع الخالي، وهي صحراء تمتد آلاف الكيلو مترات وهي خالية تماماً، يعني لا تكاد تجد فيها إنسان ولا بشر، ويستحيل على عقل إنسان أن يصدق أن هذه المنطقة كانت ذات يوم مغطاة بالأنهار والمروج
بعد استخدام تقنيات المسح عن بعد، وجد العلماء آثاراً لغابات كثيفة ومروج تمتد لآلاف الأمتار. ويقول العالم الذي أشرف على هذا الاكتشاف قال بالحرف الواحد: "إن هذه المنطقة كانت ذات يوم مغطاة بالأنهار والبحيرات العذبة والنباتات والمروج، وأن هذه المنطقة كانت في ذلك اليوم أي الماضي أشبه بأوربا اليوم" يعني كانت تماماً تشبه أوربا في أنهارها ومروجها وأشجارها.
يقول الدكتور McClure في أطروحته للدكتوراه عام 1984 في لندن: إن منطقة الربع الخالي تشكلت قبل حوالي مليوني سنة، ولكن هذه الصحراء لا تبقى على حالها بل تتبع نظاماً جيولوجياً مدهشاً. حيث نلاحظ أن الأنهار والغابات تغطي هذه المنطقة كل فترة من الزمن.
ويتساءل الدكتور McClure هل يمكن للأمطار الموسمية أن تعود بغزارة إلى منطقة الربع الخالي فتعود البحيرات والمروج والأنهار من جديد؟ هناك بعض المؤشرات لذلك، ففي صيف 1977 جاءت أمطار موسمية ونزلت في الشمال الشرقي للربع الخالي ولكن بنسبة محدودة، ويرجح الدكتور McClure أن تعود الأمطار وتعود البحيرات والمروج إلى هذه المنطقة في وقت ما في المستقبل (مع أنه لم يطلع على الحديث النبوي!!).
لقد وجد الدكتور فاروق الباز مدير مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأمريكية، أن نهراً يمتد لمسافة طويلة دفنته رمال الصحراء في الربع الخالي، وهذا النهر كان موجوداً قبل ستة آلاف سنة ويبلغ عرضه 8 كيلو متر وطوله 800 كيلو متر، وكان يعبر قلب الجزيرة العربية. هذا النهر كان ينبع من جبال الحجاز ويمتد ويتفرع إلى دلتا تغطي أجزاء كبيرة من الكويت حتى يصب في الخليج العربي.
لقد قام الدكتور بلوم Ron Bloom من وكالة ناسا ببحث على الصحراء في جزيرة العرب ووجد أن هذه الصحراء كانت ذات يوم مليئة بالأنهار والمروج وحيوانات كثيرة كانت ترعى، وهي أشبه بأوربا اليوم! ووجد أن نفس الحقيقة تنطبق على الصحراء العربية جنوب ليبيا.
ويقول الدكتور بلوم إن أول مرة في التاريخ يعلم فيها الناس أن الجزيرة العربية كانت ذات يوم مغطاة بالأنهار في عام 1972 من خلال الصور الملتقطة بالأشعة الكهرطيسية بواسطة القمر الصناعي Landsat-1 حيث مكنتنا هذه التقنية من رؤية ما لم يره أحد من قبل! ثم في عام 1981 التقطت بعض الصور التي أكدت وجود آثار لمجاري أنهار في الصحراء، وفي عام 1994 تأكدت هذه الحقيقة أكثر.
إذاً لم يعلم العلماء بحقيقة شبه الجزيرة العربية وما تخفيه إلا في أواخر القرن العشرين أي بعد أربعة عشر قرناً من حياة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وتأكدوا أن هذه الأنهار لابد أن تعود يوماً ما بسبب التغيرات المناخية، أليس هذا بالضبط ما أخبرنا به الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام عندما قال: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً)؟!
ما هو هدف هذه الحقيقة الكونية؟
وهكذا يتجلى أمانا بوضوح أن أرض العرب وهي اليوم في معظمها صحراء، كانت ذات يوم أنهاراً ومروجاً وسوف تعود، بما يتطابق مئة بالمئة مع الحديث النبوي الشريف. وهنا لا بد أن نطرح أيضاً هذا السؤال: لماذا حدثنا النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام عن هذه الحقيقة الكونية وربطها بيوم القيامة؟ وما الذي يدعو هذا النبي الأمي إلى الحديث عن قضايا كونية ستحدث بعد آلاف السنين؟ إن هذه الأحاديث عندما تثبتها الأيام وتكشف لنا عن صدقها، إنما هي رد مادي على أولئك الملحدين الذين يدعون أن النبي نقل معلوماته من كتب الأولين، أو أنه كان يريد الزعامة والمال والشهرة!!!
نحن نعلم أن هنالك مئات الأحاديث التي تحدث فيها النبي عليه الصلاة والسلام عن معجزات علمية لم تنكشف إلا في هذا العصر وكأن النبي عليه الصلاة والسلام يخاطب هؤلاء الناس، يخاطب الملحدين أولاً المشككين برسالته، يخاطبهم ويقول: اعلموا أن الساعة سوف تأتي، وأن الله تبارك وتعالى سوف يهيئ لكم أحداثاً وظروفاً وتغيرات كونية تدلكم على اقتراب الساعة فهل تعودون إلى كتاب ربكم وإلى سنة نبيكم عليه الصلاة والسلام.
فكما أنكم ترون بأعينكم هذه الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية لجزيرة العرب ولأكثر المناطق خلواً في العالم (صحراء الربع الخالي) ورأيتم ما تحويه من آثار لأنهار ومروج وبحيرات. وأن النبي صلى الله عليه وسلم عندما حدثكم عنها وقال لكم: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً). فإن هذه الظاهرة لم تكن معلومة أبداً من قبل، لم يكن أحد يتصور أن المنطقة الأكثر جفافاً في العالم كانت مروجاً وأنهاراً، بل الأعقد من ذلك أن هذه الصحراء ستعود كما كانت!! إذاً هذا الحديث يشهد على نبوة المصطفى عليه الصلاة والسلام في هذا العصر.( من رسائل مجموعة جوجول)