أنا شاركت في الإضراب و لكن بموضوعية و إيجابية..ليس فيها تخريب لبلدنا أو حث علي الفوضي..قررت أن اقوم بأنشطتي ..وأن لا أرتكب أي أخطاء أشعر فيها أنني يمكن أن ألوم نفسي مثل أن أفوت لده و أطنش علي ده..و أكبر من ده..إذا هو إضراب عن السلبيات ..وهو المطلوب لبلدنا..من أجل أن تتخلص من الفساد الذي نساعده جميعا بلا اسثناء..من إختار هذا اليوم للدعوة للإضراب كان محظوظا..فيوم 6 إبريل كان يوم أحد..يعني المحلات مغلقة..و الحركة التجارية محدودة..والكثيرين كانوا خائفين من إرسال أبنائهم إلي المدارس ..خوفا من وجود شغب أو خلافة..وشاركت الطبيعة أيضابالعاصفة الترابية..التي حبست ربات البيوت عن الخروج لقضاء حاجاتهم..لكنني أزعم أن المنطقة التي أقطن بها كانت الحركة بها طبيعية جدا..و المواصلات عادية جدا بل والأتوبيسات كانت مزدحمة..وقد كنت قد اخترت هذا اليوم لما توقعت فيه أن وحدة المرور ستكون خاليا و التي سأقوم بتجديد رخصة سيارتي بها ..ولن تكون مزدحمة..إلا أن حدسي لم يصدق تماما..حيث أنه بالتأكيد كما فكرت أنا بهذه الطريقة..فغيري ايضا قد فكر نفس التفكير وو جدنا انفسنا جميعا مزدحمين بوحدة مرور مصر الجديدة..مع أنني قد ذهبت في حدود الثامنة و النصف أو بعدها بقليل..في البداية فكرت استقل الأوتوبيس ..وجدته زحمة كالمعتاد ..قلت استقل الترام..وياليتني..الترام كان فيما مضي من المواصلات اللذيذة .. يجلس الإنسان فيه و ينسي همومه و يسترخي وبخاصة أنه أحيانا في أيام الأجازات مثلا يكون غير مزدحم.. و أمس كان إلي حد ما غير مزدحم..وكعادة المترو تأخر بشكل كبير..يبدو أنه مشارك في الإضراب ..لكنه أتي أخيرا وركبت ..مشي يتهادي كعادته أيضا و ذهبت إلي وحدة المرور ويافرحة ماتمت..بعد حوالي نصف ساعة نودي علي لأتسلم شهادة المخالفات و الحمد لله لاتوجد مخالفات ..وقد كنت أعرف ذلك من علي النت ..وصدموني بأنني لابد أن اذهب لوحدة مرور النزهة ..حيث نقل إليها ملفي ..فين دي ياإخواننا ..في آخر المترو...تانييي..أخذت الوصفة و الوصفة كانت صعبة و الله ومش سهلة أبدا..كما لو كنت ذاهبة إلي واق الواق..إستقليت اوتوبيس من علي المحطة المجاورة لمحطة الترام..ركبت ووصفت للسائق ماأريد ..فأجاب بالإيجاب و حمدت الله وأثنيت عليه أن وفقني ..للمواصلة السهلة ..و قبل المكان المطلوب بقليل ..قاللي إنزلي هنا بقي..علشان حاندور من هنا.. و اتمشي لآخرشريط المترو و أدخلي شمال و اتمشي شوية..حتلاقي المرور..قريب ياسيدي ؟؟.. دا انا اللي بقول. .قال ايوه .. اقل من ميت متر..نزلت ..و لحسن الطالع وجدت المترو قادم..ركبته و كررت قصتي للسائق الهمام الذي..سمع الوصف مني ..فقال بمنتهي الثقة بعد محطتين.. آخر المترو..حاتنزلي و تمشي لآخر الشارع و بعدين تاخدي شمال و تمشي شوية..حتلاقي هناك المرور ورا البنزينة..تدخل في الحديث شخص آخر من الركاب ..وقال ياريت أحسن تاخدي أي مواصلة رايحة السيدة عائشة و حاتدخل من الأوستراد ( يقصد طبعا الأوتوستراد ) ..بصراحة لقيتني ضعت و انا مش عارفة أساسا الطريق و أول مرة أمشي في المنطقة دي ..قلت له الحل السليم إني أرجع معاك تاني في نفس المترو و آتي بسيارتي من أمام البيت و أعود بها و بخاصة أن الساعة لم تتعد العاشرة بعد..و لسة بدري..كنت قد أحضرت معي كيس من اللب الأبيض ..و كيس آخر لأرمي به الفضلات استعدادا للوقت الطويل الذي سأقضيه بوحدة المرور..أهو نفع في رحلة العودة بالترام..وجلست بجوار النافذة و بدأت استرخي ..الحقيقة لم أستطيع ..فحافة النافذة غاية في القذارة ..أقل من خمس دقائق و جاء عامل يقول لي ..هو انتي راجعة.. أجبت..نعم..قال طيب إنزلي خدي المترو اللي قدام طالع بعد شوية ( شوية ..يعني حبة وقت..لاقيمة للوقت عندنا..بالمرة )..طبعا نزلت مرغمة ..عايزة اليوم اللي ماطلعتش له شمس ده يخلص و بخاصة أن التراب قد بدأ يشتد في السماء و يحيط بالمنطقة..نظرت تحت قدمي فإذا أرضية الترام بها حفر و شروخ و كسور..إلي جانب الزبالة و القذارة..يعني ناس بترمي زبالة و عامل لا يقوم بواجبه هذا الي جانب الأتربة السوداء التي تكتسي بها هذه الأرض..هل هذا معقول..وبالخارج المبني المفروض أنه الرئيسي في آخر محطة و مفترض به دورات مياه و استراحة و كافيتيريا..فحدث ولاحرج عن النشع في جدرانه و القذارة الغير محتملة و الروائح الكريهة التي تنبعث منهمع أن شكله يوحي بأنه قد تم تجيديه من قريب ..لقد دونت كل هذا في قصاصات الأوراق التي كنت أحملها أيضا تحسبا للوقت الضائع الذ كنت سأقضيه ...و بأمانة أنا تعبت الآن و سأكمل بإذن الله غدا..فما زال هناك الكثير...أنا في رأيي ..إذا كان هذا هو تصرف الناس..من ابو العريف ..الي القذارة الي إهدار الوقت..وأهدار المال العام..فكان المفروض اليوم الحكومة هي التي تضرب وليس الناس..( منشورة علي مدونتي)
الاثنين، 7 أبريل 2008
الاشتراك في:
0 comments:
إرسال تعليق