نحن شباب مصر، جزء من جسد مصر، يتداعى تحت وطأة كل مرض ألم بالجسم الكبير، الجسم الأم، منذ سنوات وسنوات. أمراض تراكمت في جسد أمنا، حتى حل المرض بنا جميعاً، وظهرت أعراضه علينا في معنانا ومبنانا. ليس شباب مصر هم صغار السن، فكل ابن في عين أمه شاباً صغيراً مهما كبر أو شاخ. وقد شاخ أبناء من قبل حتى واراهم التراب، ومضوا كما جاءوا، تاركين أمهم ولم يخففوا عنها الألم والأمراض، وغفلوا عن أبناء لهم تركوهم ليحصدوا ثماراً لعقوقهم لا تغني ولا تنجي من جوع.
رحم الله آباءنا وأجدادنا، وعفى عن عجزهم. رب اغفر لهم فإنهم لم يكونوا يعلمون. أما نحن فنعلم، ونسمع ونرى ونتكلم. ونسير ونقعد ونقوم في بحر موجات الفضائيات. وننفق ما نستطيع أو لا نستطيع لنكون من أصحاب "الموبايلات". ونقضي الساعات على الانترنت و"الشات". لم يعد في الإمكان أن يستغفر لنا أبناؤنا بأننا كنا من الجاهلين.
تسير الأم الكبيرة ببطء شديد، فكأنها ساكنة لا تتحرك. وكثيراً ما يثقل عليها ضعف المرض وهي تحاول المسير فيجبر جسدها العظيم على الوقوع للخلف. وتقترب منها شيئاً حتى ترى وجهها، فيروعك ما ترى فيه من جمال وشباب ونقاء. وتدرك أنه في داخل هذا الجسد البادي السكون والضعف تجري ملاحم من حرب وغدر. تقارن بين الوجه والجسد فتقول لها تستحقين أفضل من ذلك كثيراً يا أماه. فتجيبك أعلم. ولكن هذا ما جناه أولادي علي. وتخفض وجهها ناظرة إلى الأرض خجلاً من دلائل ذلة تطوف بوجوه من يخيب أملهم ويكذب الواقع ظنهم. ثم تكاد ترى دمعة من نيل الأم تهبط فتخفيها عنك، ويجزعك كيف استحال الماء العذب إلى عكر وسواد. وتتساءل ماذا فعل بها من فعل!
رحم الله آباءنا وأجدادنا، وعفى عن عجزهم. رب اغفر لهم فإنهم لم يكونوا يعلمون. أما نحن فنعلم، ونسمع ونرى ونتكلم. ونسير ونقعد ونقوم في بحر موجات الفضائيات. وننفق ما نستطيع أو لا نستطيع لنكون من أصحاب "الموبايلات". ونقضي الساعات على الانترنت و"الشات". لم يعد في الإمكان أن يستغفر لنا أبناؤنا بأننا كنا من الجاهلين.
تسير الأم الكبيرة ببطء شديد، فكأنها ساكنة لا تتحرك. وكثيراً ما يثقل عليها ضعف المرض وهي تحاول المسير فيجبر جسدها العظيم على الوقوع للخلف. وتقترب منها شيئاً حتى ترى وجهها، فيروعك ما ترى فيه من جمال وشباب ونقاء. وتدرك أنه في داخل هذا الجسد البادي السكون والضعف تجري ملاحم من حرب وغدر. تقارن بين الوجه والجسد فتقول لها تستحقين أفضل من ذلك كثيراً يا أماه. فتجيبك أعلم. ولكن هذا ما جناه أولادي علي. وتخفض وجهها ناظرة إلى الأرض خجلاً من دلائل ذلة تطوف بوجوه من يخيب أملهم ويكذب الواقع ظنهم. ثم تكاد ترى دمعة من نيل الأم تهبط فتخفيها عنك، ويجزعك كيف استحال الماء العذب إلى عكر وسواد. وتتساءل ماذا فعل بها من فعل!
محمد شدو - مدونة درب الصدق
0 comments:
إرسال تعليق