بقيت إيما أياما ...لا تعرف للنوم طعماً ..ولا لراحة البال طريقاً
ليس جزعاً من الموت ..ولكنها كانت مشاعـر أخرى..
مشاعر جزع أن تلقى الله خالية الوفاض ..فلقد وجدت أن الذنب كبير والعمل قليل..حتى لو كانت تلبس كما أمر الله...حتى لوصلت ...لو صامت...لو حجَت...صغر كل ذلك في عينيها ...فلقد كانت تعتمد على أن العمر طويل ..ومازال هناك فسحة من الوقت للإستـزاده...وللتوبة أيضاًً ...ولكن...
يا ترى في وقت كفايه..؟
هذا ما كانت تحدث به نفسها طوال الوقت..
تأكدت إيما أن رأي الأطباء هو احتمال وجود سرطان بالعظام ..فزوجها بدأ يمهد لها بذلك...وأخبرها بأنه جمع معلومات عن مراكز العلاج بالخارج.....
يعني الموضوع بجد مش هزار..يا هكون في الدنيا...يا هكون في الآخره...
يا خبر أبيض.....ومين هايربي العيال...يا حبايبي يا اولادي...
مين هيذاكر لكم ..ومين هياخد باله منكم...
مين هيدلع حبيب قلب ماما ...رامز
مين هيعلم زياد الصح من الغلط ...
ومين هيحضن عاصم حضن كبير على كلامه إللي زي السكر...وهو..هيقوله لمين أصلاً...يا حبيبي يا ابني....
أنا لازم أفكر في أم تانيه من بعدي لأولادي..بس لازم تكون بتتقي الله وتربيهم على طاعة الله..يا ترى تكون مين..
نعم فكرت إيما في ذلك ..فهي تريد أن يكتمل حلمها حتى لو ماتت..حتى لو لم تكن هي التي تكمله ..
قضت إيما أياماً..ترقب زوجها..الذي تبدل حاله ..أصبح شارداً...حزيناً..تنظر إلى وجهه..تدقق في كل تفاصيله وكأنها تحفظه..ليبقى معها..في داخل نفسها حتى لو فارقته..في الدنيا ..فلتبقى صورته معها في آخرتها...
وفكرت..هيعمل إيه مع الأولاد ..ده ميعرفش أي حاجه في البيت..
كان لازم أشركه في أمور البيت والعيال تحسباً ليوم زي ده ..ياللا بقى ..مش هينفع الكلام ده دلوقت..
إشتاقت لأهلها..ووجودهم بجانبها...لكل أحبتها...
يارب هل كتب علي الموت بعيداً عن أهلي ..حتى العلاج هيكون في الخارج ..يعني ..بعيد..
تمنت لو أن صديقتيها بجانبها ...تتحدث معهم ..تفضفض..تتكلم ..أو حتى تصرخ....ليس مهماً المهم أن تخرج ما في نفسها..من هم ..من قلق...على من تحب ...من حزن على حالها أمام الله.....
إيه يا إيما العبط ده إجمدي ...
الموت جاي ....جاي ..
هو يعني إحنا هنعمر في الدنيا ...المهم هتعملي إيه لو لقدر الله كان عندك المرض ده ..
أصبحت إيما لا تفكر إلا في كيفية الإستزاده من الخير..
هانت عليها الدنيا وما فيها ...أصبحت تضحك من نفسها ومن ندمها على مال ضاع ..أو فرصة فاتت..
صغرت الدنيا في عينيها ..هان كل شيء ...
سلمت أمرها إلى الله..وهي تردد..
اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها
وأخيراً تحدد لها موعد الفحوصات اللازمه....!!!!
والمره القادمه سنعرف تجربة إيما في مركز الكشف عن الأورام.
عايزه أقول لكل إللي علقوا على البوست إني تأثرت جداً بتعليقاتهم وبسؤالهم عني وإن كانت هذه القصه حقيقه أم خيال كاتبه ..في الحقيقه هي من صميم يومياتي ومن تجربه أردت أن أعرض فيها مشاعر إمرأة إقترب الموت منها ..ففوضت أمرها إلى الله..
لاحول ولا قوة الا بالله
ردحذفنسأل الله ان يجيرك في مصيبتك
ويخلفك خيرا منها
اضايقت جدا
انا عايزة اعرف مين ايما
اسأل الله العظيم
رب العرش الكريم ان يشفيها
تحياتي
ربنا يكرمك على الدعاء الجميل ده ..
ردحذفأنا أم مصريه جواها حاجات كتير حلوه لأولادها..ولبلدها ولكل الناس..ويارب تتحقق