الاثنين، 30 يونيو 2008

البســــاطه

" لا اؤمن بكتابه تنفر القارئ ، او تعجزه عن بلوغ المقصود ، حرى بمثل هذه الكتابات ان لا تغادر ادراج المكاتب ، لست مع القارئ فى حلبة مبارزة يستعرض كل منا عضلاته ، ولا الجأ لوسائلنا الانتهازية اللغوية والبيانية لهزيمته التى لا يعوزنا منها شئ لممارسة القهر مستغلين ما ينوء به الواقع من جهل وسطحية واحوال فكرية ندركها جيدا
لا احب التمايز او التعالى وانما افرح بالسير فى الدروب المطروقة ، والدخول من الابواب التى تعود البشر العاديون على الدخول منها امنين
إن اعجاز الكلمة يكمن فى قدرتها على مخاطبة البسطاء وغير البسطاء فى نفس الوقت ، وتحقيق متعه الاكتشاف للكاتب اثناء الكتابة ، إذ لو لم تمتعنا الكتابه فلماذا نمارسها ؟"

طبعا الكلام الرائع اللى فات ده مش كلامى ، ده كلام الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودى فى مقدمه احد كتبه ، واعتقد انه قدر يقول بايجاز كلام كتير من اللى حابه اقوله

*****

كتير الواحد بيقرا كتابات بيحس ان الهدف منها تعجيز القارئ مش اكتر ، وكان الكاتب عايز يثبت انه الوحيد اللى فاهم نفسه ، او زى ما بيقول شاعرنا الكبير كانه داخل فى منافسه مع القارئ واستعراض عضلات ، واستغلال الكاتب وصوله لمستوى معين من الثقافه والوعى يجعله ينظر للقارئ من مستوى اعلى وكانه افضل منه

*****

للاسف بعض الكتاب بيستخدموا الفاظ او كلمات قد يعجز حتى المتعلمين عن فهمها ، فما بالك بالبسطاء وانصاف المتعلمين ، رغم ان المساله لا تقاس بالشكل ده والدليل على كده كتير من الكتاب والمبدعين اللى اثروا حياتنا بدون تعقيد

*****

محفوظ لم يصل للعالمية الا من خلال كتابته عن الحرافيش والمهمشين وبساطه اسلوبه ، احسان عبد القدوس كان قادرا على التعبير عن اعمق المشاعر بابسط الكلمات ، لم يستخدم يوسف ادريس الفاظ مقعرة للتعبير عن النفس البشرية وخباياها ، حتى الابنودى نفسه عشقناه من قصائده المشبعه بالبساطة والالفه

*****

سحر الكلمة وجمالها فى البساطه ، التى تجعلها تصل الى قلب وعقل المتلقى مهما كانت درجه ثقافته او تعليمه او استعداده الفكرى ، ومش معنى بساطه الكلمة ان تكون مبتذله او مسفة ، بالعكس احيانا ابسط الكلمات تكون ارقاها

*****

اما الكاتب الذى يرى نفسه ارقى من ان يهبط الى مستوى القارئ ويرتقى به ، او يعتبر بساطه الكلمة والاسلوب شئ يعيبه او ينتقص من قدره فزى ما قال الابنودى يخلى كتاباته فى درجه احسن ، ويبقى ريح واستريح
واهــــــــــــــو ده عيبـــــــــــه
*المقدمه من كتاب اخر الليل للابنودى

مواضيع من نفس التصنيف



هناك تعليق واحد:

ليصلك جديد المدونة

ادخل بريدك الالكتروني