يساري ليبرالي عراقي
كل يوم استيقظ فيه هنا في وطني على مزيد من الهراء يجعلني أدرك قضيتين الأولى هي أنني لا أزال ميتاً حياً والأخرى أنني لا أزال في العراق.
كل مرة أقرر فيها الدخول لأحد المواقع الصحفية والسياسية للكتاب العراقيين، أجدها لا تزال ممتلئة بالمهاترات والمزايدات الرخيصة توصلني لدرجة تشعرني معها بالغثيان والسقم.
أبحث عن أقراني من اليساريين، أطالع بياناتهم، شعاراتهم، كلماتهم، مقالاتهم، كل ما يكتبوه وينتجوه متوسلاً في داخلي أن يكونوا قد تحرروا ولو قيد شعرة من القوالب القديمة ووجدوا لأنفسهم طريقاً جديداً للخروج به من الأزمة التي يمرون بها لكن دون جدوى.
أقول لنفسي أن صدام مات وأن الهراء الذي اصم به آذاننا واخرس به افواهنا وقيد ايدينا وارجلنا به قد انتهى فتطالعني عناوين ابواقه وهي تملأ الفضاء نعيقاً ومتاجرة بالدم والشرف العراقي دون خجل.
أقرر النزول إلى الشارع كي أبقى قريباً من نبضه وعلى تماس مع ما يحصل فيه لأجد الاسماء والوجوه قد تغيرت بيد أن المضامين لا تزال عفنة ومنتنة كمثل التي سبقتها في عهد من الاستبداد الذي خيم 35 عاماً على هذا البلد الذي كتب عليه القمع منذ فجر التأريخ.
والمصيبة كلها أنه في دوامة هذا الضجيج اليومي اللامتوقف يطالبني البعض بالكتابة وأبداء رأيي فيما يقال ويكتب.
العراق كان ولا يزال يمر بمنعطف تأريخي مهم وخطير، فيما شعبه الذي يحيا فوق آبار النفط والثروات المختلفة يصارع الفقر والجوع والموت بمختلف أشكاله وصفاته وهو حال لم يتغير كثيراً عما كان عليه في حكم البعث رغم كل ما سيتفوه به المغالطون والمراءون والبسطاء.
الشعب العراقي متعب من كم الهراء والصراع والجدل والنقاش والحوار والبروباغندا -بعثية كانت او اسلامية- الذي عليه ان يتعاطاه يومياً، كما أنه مثقل بهمه اليومي. وفوق هذا وذاك هو عليه أن يتحمل كيل الاتهامات التي تكال له يومياً عبر مختلف الاذاعات والمحطات غربية أو شرقية، عربية او اجنبية، مسلمة او غير مسلمة، لا فرق كلها تؤدي الغرض نفسه -دون السقوط في فخ نظرية المؤامرة- وهو تحطيم معنويات هذا الشعب.
كل من يعاني عقداً للنقص لم يستطع تعويضها في حياته الواقعية أمسك قلماً وراح يهاجم العراقيين، كل شخص اراد الهروب من مشاكل حياته المزرية والتي لم يستطع التعامل معها صار بامكانه ان يوقع باللوم على هذا البلد. والمثير للغثيان بقد ما يثير الضحك أن هؤلاء المهاجمين والمنتقدين يريدون مسح تأريخ مليء بالدماء والجثث والأرامل واليتامى والقمع والاستبداد والعنصرية لا لمصلحة الشعب نفسه ولكن من اجل ديمومة رجل واحد، صنم واحد، كذبة واحدة لم يعد هناك من داع لذكرها لأن التاريخ نفسه قد طواها والقاها في سلة مهملاته.
ما يهم ويجدي هو هؤلاء المطحونون في دوامة الموت والقتل والجوع والصراع من أجل البقاء في العراق هو الأنسان في هذا الوطن المجروح، الانسان وحده دون اي اضافات أخرى تزدري قيمته كوجود اسمى.
بغداد/ في 6 حزيران 2008
كل يوم استيقظ فيه هنا في وطني على مزيد من الهراء يجعلني أدرك قضيتين الأولى هي أنني لا أزال ميتاً حياً والأخرى أنني لا أزال في العراق.
كل مرة أقرر فيها الدخول لأحد المواقع الصحفية والسياسية للكتاب العراقيين، أجدها لا تزال ممتلئة بالمهاترات والمزايدات الرخيصة توصلني لدرجة تشعرني معها بالغثيان والسقم.
أبحث عن أقراني من اليساريين، أطالع بياناتهم، شعاراتهم، كلماتهم، مقالاتهم، كل ما يكتبوه وينتجوه متوسلاً في داخلي أن يكونوا قد تحرروا ولو قيد شعرة من القوالب القديمة ووجدوا لأنفسهم طريقاً جديداً للخروج به من الأزمة التي يمرون بها لكن دون جدوى.
أقول لنفسي أن صدام مات وأن الهراء الذي اصم به آذاننا واخرس به افواهنا وقيد ايدينا وارجلنا به قد انتهى فتطالعني عناوين ابواقه وهي تملأ الفضاء نعيقاً ومتاجرة بالدم والشرف العراقي دون خجل.
أقرر النزول إلى الشارع كي أبقى قريباً من نبضه وعلى تماس مع ما يحصل فيه لأجد الاسماء والوجوه قد تغيرت بيد أن المضامين لا تزال عفنة ومنتنة كمثل التي سبقتها في عهد من الاستبداد الذي خيم 35 عاماً على هذا البلد الذي كتب عليه القمع منذ فجر التأريخ.
والمصيبة كلها أنه في دوامة هذا الضجيج اليومي اللامتوقف يطالبني البعض بالكتابة وأبداء رأيي فيما يقال ويكتب.
العراق كان ولا يزال يمر بمنعطف تأريخي مهم وخطير، فيما شعبه الذي يحيا فوق آبار النفط والثروات المختلفة يصارع الفقر والجوع والموت بمختلف أشكاله وصفاته وهو حال لم يتغير كثيراً عما كان عليه في حكم البعث رغم كل ما سيتفوه به المغالطون والمراءون والبسطاء.
الشعب العراقي متعب من كم الهراء والصراع والجدل والنقاش والحوار والبروباغندا -بعثية كانت او اسلامية- الذي عليه ان يتعاطاه يومياً، كما أنه مثقل بهمه اليومي. وفوق هذا وذاك هو عليه أن يتحمل كيل الاتهامات التي تكال له يومياً عبر مختلف الاذاعات والمحطات غربية أو شرقية، عربية او اجنبية، مسلمة او غير مسلمة، لا فرق كلها تؤدي الغرض نفسه -دون السقوط في فخ نظرية المؤامرة- وهو تحطيم معنويات هذا الشعب.
كل من يعاني عقداً للنقص لم يستطع تعويضها في حياته الواقعية أمسك قلماً وراح يهاجم العراقيين، كل شخص اراد الهروب من مشاكل حياته المزرية والتي لم يستطع التعامل معها صار بامكانه ان يوقع باللوم على هذا البلد. والمثير للغثيان بقد ما يثير الضحك أن هؤلاء المهاجمين والمنتقدين يريدون مسح تأريخ مليء بالدماء والجثث والأرامل واليتامى والقمع والاستبداد والعنصرية لا لمصلحة الشعب نفسه ولكن من اجل ديمومة رجل واحد، صنم واحد، كذبة واحدة لم يعد هناك من داع لذكرها لأن التاريخ نفسه قد طواها والقاها في سلة مهملاته.
ما يهم ويجدي هو هؤلاء المطحونون في دوامة الموت والقتل والجوع والصراع من أجل البقاء في العراق هو الأنسان في هذا الوطن المجروح، الانسان وحده دون اي اضافات أخرى تزدري قيمته كوجود اسمى.
بغداد/ في 6 حزيران 2008
من مدونة الساعاتhttp://everlastinghours.blogspot.com/
0 comments:
إرسال تعليق