وحين لاقاها الحجاج فر من وجهها واختبأ وقد دخلت عليه الكوفة فلما رآه الشعراء عابوا عليه كلامه وقت السلم وتبجحه ثم نكوصه وقت الحرب واختباءه فقال في ذلك الشاعر عمران بن حطان موجها كلامه للحجاج:
أسد علي وفي الحروب نعامة *** ربداء تجفل من صفير الصافر.
هلا برزت الى غزالة في الوغى *** بل كان قلبك في جناحي طائر
هذا الشطر من البيت يُقال في وصف من يستأسد على الضعفاء ولا نسمع له صوتاً أمام الأقوياء وهذا كان حال دبلوماسيتنا الفذة بقيادة السيد أحمد ابو الغيط الذي استاسد على الفلسطينيين بتصريح عنتري يفتقر إلي الدبلوماسية ويدل على التخبط الذي تعانيه سياستنا تجاه الأزمة الفلسطينية التي تعاملت معها مصر في الفترة الأخيرة بمايتنافي مع دورها كأخت كبرى كما يحلو للقائمين عليها أن يرددوا !!!
فقد تعاملت مصر مع الإخوة الفلسطينيين خاصة بعد إستحواذ حماس على السلطة وهروب شلة ابي مازن لرام الله وترك ممثلي الاتحاد الاوروبي لمعبر رفح بطريقة غريبة تذكرنا بمشهد الايتام على موائد اللئام فشاركت في حفلة الحصار التي قررها المجتمع الدولي بحجة ان حماس خرجت عن الشرعية الدولية وباقي الترهات التي صدعتنا بها دبلوماسيتنا العرجاء وأبواقها من مرتزقة الصحافة الحكومية !!!
وظل الاخوة في غزة يرزحون تحت نير الحصار الغاشم الذي عطل حياتهم بالكامل وفي هذه الاثناء كانت إسرائيل كالعادة تمارس هوايتها المعتادة في تقتيل الشعب الفلسطيني ووصل الأمر لمداه عندما قررت إسرائيل قطع الكهرباء عن غزة ووقف العالم يتفرج على القطاع وهو يغرق في ظلام دامس وبرد شديد وتوقفت الحياة بالكامل حتى أغرقت مياة الصرف الصحي الشوارع ومن لم يمت بالصواريخ مات في المستشفيات بسبب قطع الكهرباء.
ويبدو أن القيادة المصرية قد استشعرت غضب جماهيري واسع فقررت حل المشكلة ولكن بطريقة لاتخلو من خبث ودهاء ثعلب وبرودة حية رقطاء فألمحت بموافقتها الضمنية على اقتحام المعبر بالطريقة التي رايناها جميعاً أو أنها أُسقط في يدها بعد اقتحام المعبر وقررت ان تجعل الامر يبدو كما لو أنها من فرط الرحمة قد سمحت بدخول الفلسطينيين لشراء مايلزمهم من طعام في أكبر عملية إستغلال حيث تركتهم للباعة والتجار ينهشوا ماتبقى من عظامهم وخرج علينا كل من هب ودب بتصريحات تشيد بالقرار الحكيم والابوة الحانية التي لاتسمح بتجويع الفلسطينيين وأكلنا اللعبة بمزاجنا رغم أنهم لو كانوا يريدون حقاً حل مشاكل قطاع غزة لسمحوا بدخول الطعام لاهله وبفلوسهم بدلاً من تركهم نهباً للتجار المستغلين !!!!
ثم بدأ نصب مولد التباكي على السيادة المصرية التي انتهكتها الغوغائية الفلسطينية برعاية حماس وبدأ مرتزقة الصحافة الحكومية في شن حملة هوجاء على غزة واهلها وتصوير الامر على أنهم محتلين وغازين قادمين لطردنا من بلدنا وتم طبخ عدة سيناريوهات سخيفة إن دلت على شيئ فإنما تدل على سذاجة الطباخ الذي تصور أننا سنأكل هذه الطبخة الحامضة ولن نأخذ بالنا وسنطالب بالمزيد !!!!
وبعد هذه الحملة تم غلق المعبر مرة أخرى بعد تصريحات عنترية من السيد ابو الغيط يتحدث يصرخ فيها مهدداً بكسر رجل من تسول له نفسه باقتحام الحدود لأن سيادة مصر وأمنها القومي خط أحمر !!!!
وهكذا ياسادة تم للأسود مخططهم بإرجاع الأمر لما كان عليه ومعاودة الحصار بعد أن تم شحن عدد من متابعي الجرائد الحكومية ضد أهل غزة أصحاب الأطماع التاريخية في مصر والذين رفعوا علم فلسطين على أرض سيناء واعتدوا بالرصاص على جنودنا وباقي هذا الهراء الذي تم الترويج له بواسطة الأقلام المأجورة التي يزخر بها إعلامنا الحكومي !!!!
والغريب ان التباكي على السيادة المصرية التي انتهكها أهل غزة الجوعي الذين لم يفكروا في اقتحام المعبر إلا لأن الدنيا ضاقت عليهم بما رحبت وليس رغبة في إشباع نهمهم الاستعماري القديم, هذا التباكي لم نسمعه من قبل عندما أغتال الصهاينة عدة مرات جنود لنا وكانت كل مرة تحدث فيها انتهاكات اسرائيلية تُقابل بصمت دبلوماسي مصري رصين وتجاهل تام لمشاعر المصريين الغاضبين !!!!
آخر هذه الحوادث حدث منذ عدة ساعات حيث قتلت يد الغدر الاسرائيلية طفلة مصرية على الحدود
فأين حماة السيادة وكاسري رجول البشر من هذه الانتهاكات المتكررة ؟؟
وماذا كان سيحدث لو أن من قام بهذا الانتهاك جندي مصري ؟؟؟
هل تتذكرون سليمان خاطر ؟؟؟
هذه الدبلوماسية العرجاء المتخبطة تثبت أنها أسد على الفلسطينيين وعلى الصهاينة نعامة
____
هذه التدوينة كتبتها وقت تصريحات ابو الغيط للوذعية أيام اقتحام معبر رفح ولم يُقدر لها أن تُنشر وقتها وذكرني بها حادثة إستشهاد الطفلة المصرية اليوم برصاص أعداءنا الصهاينة
0 comments:
إرسال تعليق