الأحد، 27 أبريل 2008

شكرا بابا حسني

بالأمس البعيد عندما كنت أرى صورتك معلقة في كل مكان كنت أتساءل من أنت ؟ وعندما دخلت المدرسة علمونا أن نناديك_حتى وان لم تسمعنا_ بابا حسني و كنت أتساءل من جديد لماذا علينا أن نناديك بهذا اللقب ؟ مرت السنون ولم أجد للسؤال جوابا ...ومع حلول العام الجديد2008 بدأت أدرك الجواب وكان عليّ إذا أن أقدم لك الشكر يا بابا الحبيب حسني هدية متواضعة مني بمناسبة قرب عيد ميلادك!

طبعا قائمة الأشياء التي يجب شكرك عليها طويييييييييييلة لذلك أعذرني سأكتفي بأحداث الشهور الأخيرة فقط وسامحني على الاختصار !


*شكرا بابا على صبرك علينا وعلى طلباتنا اللا معقولة دون أن نراعي ظروفك ماديا ودوليا وسياسيا.

*شكرا على أنك أمرت- بصفتك الأب والحاكم العسكري في ذات الوقت -باعتقال قيادات الاخوان المسلمين واحالتهم للمحاكم العسكرية بتهم عديدة ويكفيهم ذنبا عدم توقيرهم لك كأب وعدم وقوفهم على أوامرك ونواهيك...يدّعون أنهم مسلمون؟! أولم يقرؤا آيات بر الوالدين؟! ألم يعلموا أن العقوق من أكبر الكبائر؟!ثم نأتي لقائمة التهم التي أخذتهم بها:

1-الارهاب ،صحيح أنه لم يثبت ضدهم أي دليل وأنهم ليل نهار يهاجمون الارهاب ويتبرأون منه وصحيح أن محكمة القضاء الاداري (ويحها كيف تجرؤ؟!) ألغت قرارك باحالتهم للمحاكم العسكرية وصحيح أن تهمة الارهاب أسقطت عنهم ولكن أنت أبونا وأبوهم وأنت أدرى بهم من أنفسهم وعندما تقول انهم ارهابيون فلابد أنهم كذلك!

2-غسل الأموال ،صحيح أن هذه التهمة أيضا أسقطت لأنه لا دليل عليها ولكن من قال أن الأب بحاجه الى دليل على فساد ابنه؟!ّ هو بعقله وحكمته أدرى من ابنه بنفسه.


3-تهمة الانضمام لجماعة محظورة ،صحيح أن عمر هذه الجماعة فعليا أطول من عمر حكمك لنا (على طوله !) وصحيح أن معظم المعتقلين منها هم رجال أعمال بارزون ( لهم استثمارات مجموعها نصف مليار جنيه في الوطن) أو أساتذة جامعات أو علماء معروفون على المستوى الدولي أو أطباء أو مهندسون أومربوا أجيال ...الخ وصحيح أن الجماعة لم تقم باحراق القطارات اواغراق العبارات ، لم تسرق ولم تنهب ، لم تأخذ أموال القروض وتهرب بها ،لم تستورد مبيدات مسرطنة ،لم تقض على أهم المحاصيل الزراعية مثل القطن والقمح، لم تسرق المال العام، لم تزور الانتخابات ، لم تعذب المواطنين في أقسام الشرطة، لم تبع القطاع العام بأبخس الاثمان ، لم توزع أرض الوطن في الخفاء على المسؤولين وأبنائهم اما ليقسموها ويبيعوها بالمليارات ليزداد الأغنياء غنا ويزداد الفقراء فقرا واما ليقيموا عليها قرى سياحيه ومدنا خياليه لمجتمع الصفوة فحسب ،صحيح أن هذه الجماعة لم تخرب التعليم أوالصحة أوالزراعة أوالصناعة أوالثقافة لكن كل هذا لا شئ أمام اصرارهم العجيب على المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية وصناعة القرار وكأن البلد بلدهم والوطن وطنهم ،كل هذا لا شئ أمام اصرارهم على خوض الانتخابات البرلمانية والفوز فيها ببجاحة منقطعة النظير، وتزداد البجاحة عندما لا يكتفون فيحاولون خوض انتخابات المجالس المحليه ويا لها من صفاقة ! وحتى لا يصبح الامر فوضى وسداح مداح لكل من هب ودب كان قرارك الحكيم باحالتهم للمحاكمة العسكريه حفاظا على استقرار الأوضاع والأمن القومي في مملكتك العظيمة، وبنظرة الأب الحكيم الذي يخشى على أولاده من رفقاء السوء الذين سيفسدونهم ويفتّحوا عينهم على ما هو محرم عليهم من حقوق سياسية و انسانيه، وخوفا علينا من الفساد والانحلال قررت أن تبعدهم عنا باعتقالهم وليحمدوا الله على رفقك بهم وأنك لم تأمر بنفيهم أو احالة أوراقهم لفضيلة المفتى.


وصحيح أن العشرات من المنظمات الحقوقية في الداخل والخارج قد أدانت قرار احالة مدنيين للمحاكم العسكرية ولكن أنت الحاكم وأنت الأب وأنت أدرى بهم من أنفسهم وأدرى بسرائرهم وما تخفي صدورهم مادام لك ملك مصر(ولأبنائك من بعدك) وهذه الأنهار تجري من تحتك .



*شكرا بابا أنك فتحت لنا باب الحرية على مصراعيه وفي عهدك لم يقصف قلم ولم تغلق صحيفة (مثل الشعب و آفاق عربية!) ولم يحبس صحفي (مثل ابراهيم عيسى وأمثاله).



*شكرا بابا أن القضاء نزيه في عهدك فبينما حكم على الاخوان بالسجن حكم ببراءة النائب المعروف و شركاه من قائمة الاتهامات الطويلة في قضية أكياس الدم الفاسدة وبالرغم أننا لا ندري حيثيات الحكم ولا كيف برأه القضاء من كل هذه التهم التى أثبتتها تحقيقات المعمل الجنائي الا أننا نؤكد على نزاهة القضاء في عهدك الميمون.



* شكرا بابا أنك اخترت لنا رئيس وزراء يفهمنا حق الفهم ويشعر بنا بصدق ويحاول أن يرفه عنا بتصريحاته الوردية جدا عن كم التطور والتقدم والرخاء وارتفاع مستوى المعيشة منقطع النظير!


*شكرا بابا أنك لا تسمح باختراق حدودنا من قبل فلسطيني غزة وأن وزير خارجيتك هدد بقطع رجل من يخترق الحدود منهم، صحيح أن حدودنا مخترقة من قبل الاسرائيليين على الدوام بل ان دماءنا أيضا مستباحة لقناصيهم على الحدود بلا ثمن، وصحيح أن قطاع غزة محاصر بتوحش واليهود لا يكفون عن مجازرهم بحق اهل غزة بالذات من اجل صمودهم الاسطوري و صحيح أنهم عرب ومسلمون وجيران وهم أهل الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ولكن مالنا ولهم؟ أنت أدرى بظروفنا واللى يعوزه البيت يحرم ع الجامع وكذلك ليس من الحكمة أن نفسد ود العلاقات مع أصدقائنا الأمريكان واليهود من أجل حفنة من العرب لا راحت ولا جت..أنت أبونا وأنت أدرى منا بمصلحتنا! ثم هو أنت خلفتهم ونسيتهم ؟! ألا يكفي كل المجهود الضخم ومؤتمرات شرم الشيخ والقمم والقيعان العربية والدولية التى تقوم بها من أجلهم ؟!



*شكرا بابا أنك لا تترك لنا حريه الانتخاب وحريه الترشيح لأنك تعلم أننا لم ننضج بعد كل هذه السنين من حكمك ولهذا وكأب وراع مسؤول أمام الله أدرى بمصلحة أبنائه القصّر من أنفسهم وأدرى بمصلحة الوطن كانت كل قراراتك حكيمة في هذا الصدد .


*شكرا بابا أنك ضربت على يد الضالين من عمال غزل المحلة واعتقلهم رجالك الشرفاء خوفا على الوطن وأمنه القومي من حفنة تدعوا للاضراب مدعين أن سببه سوء أحوال المعيشة وغلاء الأسعار!

*شكرا بابا على حرصك الشديد على اقتصاد البلد ولهذا ورغم اعتراض كل شعب دمياط بكل طوائفه على انشاء مصنع بتروكيماويات اجريوم الذي سيدمر دمياط ورأس البر صحيا واقتصاديا وسياحيا ويقول المتخصصون انه خطر للغاية على الحياة البرية والبحرية ويلوث الهواء والماء ويمكن ان يسبب السرطان لمعظم السكان القريبين، وبرغم ان مصر مليئة بمواقع صحراوية ساحلية بعيدة عن العمران يمكن للمصنع ان يبنى في احدها، وبرغم ان الاهالى عرضوا على الشركة ان يعوضوا من جيوبهم خسائرها من جراء وقف المشروع، برغم كل هذا وباعتبارك الحاكم والراعي والرجل الاول للبلد ولان الراجل كلمته واحده والراجل اللى ما يرجعش في كلامه ولان كلمتك سيف مصلت على الرقاب فقد امرت رجالك بالنزول لاهل دمياط لاقناعهم باهمية المشروع الاقتصادية لمصر فبينما تخسر رأس البر وحدها 20 مليار جنيه اذا تم المشروع بسبب الانهيار المؤكد للسياحة هناك، ستكسب الدولة مليار ونصف مليار جنيه من انشاءه !وهي لعمري صفقة مربحة حقا !

*شكرا بابا أن عهدك تميز بتزايد رهيب في أعداد الفقراء والمساكين والشهداء (سواء كان هؤلاء الشهداء في القطارات أو العبارات أو طوابير العيش أوعلى الحدود رميا برصاص اليهود أو في القناة رميا برصاص البوارج الأمريكية أوالغرقى من الشباب المهاجر عبر بحار الظلمات بحثا عن لقمة العيش أو شهداء أقسام الشرطة والمعتقلات أوبرصاص الأمن في المظاهرات والاضرابات أو تحت أنقاض البيوت والعمارات..أو..أو..أو) فأنت كأب صالح مؤمن تدرك أن الآخرة خير وأبقى ولئن فات أبناءك ورعيتك نصيبهم من الدنيا فأنت تضمن لهم النصيب الأوفى في مملكة السماء سواء كانوا فقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بسبعين خريفا أو كانوا شهداء يغفر لهم مع أو دفقة من دمائهم ويدخلون الجنة دون حساب .

*شكرا أنك كنت السبب المباشر لأن يصبح الملايين من آبائنا ان لم يعتقلوا في السجون فهم رهن اعتقال لقمة العيش في الداخل والخارج وأولهم أبي الطبيب الناجح الذي ضاقت به بلده كغيره من النوابغ بينما يحتفل به الآخرون في الخارج ويتمسكون به باصرار مما تسبب في حرماننا منه معظم شهور العام ومثلنا ملاييين حتى صارت منظومة الأسرة في خبر كان .

*شكرا على الشباب الذين هربوا من النعيم ورغد العيش في عهدك الى جحيم المخدرات والزواج العرفي حتى صار في مصر وحدها نصف عدد المدمنين بالعالم العربي!


*شكرا بابا أنك تحملتنا وما تزال طوال الأعوام العجاف الماضية وبرغم صفاقتنا وتجاوزنا حدود اللياقة والأدب في نقدنا لفترة حكمك وحكوماتك المتعاقبة، وبرغم شكاوانا المستمرة وتذمرنا غير المبرر ومطالبنا التي لا تنتهي وبرغم عجزنا الغبي عن فهم وادراك حكمتك في كل قرار، مازلت تصرّ أن تحكمنا ولم تتركنا ولم تتخلّ عنا يوما بل ويقال أنك نذرت ولدك فلذة كبدك لهذه المسؤوليه المقدسة من بعدك-اطال الله عمرك-ولم تضن به علينا، وظللت كما عهدناك دوما أبا صالحا عظيما واسع الصدر.

*شكرا بابا على كل شئ ...على الماضي والحاضر والمستقبل...وعلى الآخرة ايضا.


*شكرا بابا أنك تحبنا وتشعر بنا الى هذا الحد ومهما قلت فلن أوفيك حقك من الشكر لذلك وكلت أمرك لله يوفيك حقك ويوفينا حقنا وهو حسبنا جميعا ونعم الوكيل.









امضاء ابنة مصرية

مواضيع من نفس التصنيف



هناك 3 تعليقات:

  1. لا فض فوك. مش عرفة أقولك إيه بس انتى جيتى على جرح كل واحد فى البلد دى لو مش الفقر يبقى الغربة أو...الخ عارفة أنا مغتربةوبقالى سنة و نصف مشفتش أهلى ومتبهدلين هنا مش مرتاحين بس للأسف أحسن من البهدلة اللى فى مصر وكل ما يفيض بى أقول حسبى الله ونعم الوكيل و أحس بيها طلعه من قلبى أوى أوى

    جزاك الله خيرا و يا رب أعرف أشوف أهلى قبل ما أنزل ما ألاقيش حد منهم

    حسبى الله و نعم الوكيل

    ردحذف
  2. أسلوبك قوي ,ووضعت إيدك على مناطق الجرح ,يارت تشرفيني بالزياره علشان تعرفي نتيجة عدم وجود الأمان (المادي على الأقل )في بلدنا.

    ردحذف
  3. رمضان كريم انا هشام من مصر بحب الاعلانات الكمودية وبحب البنات الحلوة جداجدا ونفثي اعرف الاي بحبها بتحبني ولا لا

    ردحذف

ليصلك جديد المدونة

ادخل بريدك الالكتروني