لا يوجد ما يطل علينا يوميا هذه الايام اقبح من وحش الغلاء الفاحش فى الاسعار الذى يتزايد كل يوم ليرفع الحد الادنى للمال الذى يجب ان تصرفه يوميا لتعيش حياة شبه ادمية ناهيك طبعا عن الحد الادنى الذى يلزمك لتعيش حياة كريمة و عندما تحاول المقارنة بين هذا الحد الادنى و الحد الاقصى لدخلك تدرك الى مدى اصبحت الحياة قاسية و الى اى مدى يمتصك الغلاء يوميا و كم من الاشياء التى تجبر عن التغاضى و التنازل عنها حتى تمر الحياة بداية من رغيف العيش الذى لا يؤكل هذا ان حصلت عليه و نهاية باسعار المواد الاساسية التى تحتاجها يوميا و نحن نتكلم هنا عن مجرد احتياجاتك اليومية الاساسية و ليس عن الاشياء الطارئة كالعلاج و الدواء و مصاريف اضافية تظهر لك من حيث لاتدرى فى زمن اصبح فيه من يستطيع من ساكنوا الشريحة المتوسطة ان يعيشوا حياتهم اليومية بكرامتهم يحققون انجازا ما بعده انجاز فقط لكى يظلوا فى هذه الشريحة التى تتاكل يوميا
فعلا اصبح تحقيق الدخل الذى يجعللك تعيش حياتك اليومية العادية التى لاتحتوى على مفاجاءات انجاز فى حد ذاته فما بالك اذا كنت تريد الادخار او رفع مستوى معيشتك ناهيك طبعا عن اذا كنت شاب يريد بداية حياته و شراء شقة مثلا كى تتزوج فانت بلا شك تسعى الى تحقيق معجزة.. و اقصى انجاز ممكن تحلم به ان تحافظ على مستوالك الحالى و فى ظل هذا الغلاء الفاحش لمكونات الحياة الاساسية يأن الناس و كل منهم يهب فى اعتصام او اضراب فى مجال عمله للمطالبة بكادر جديد يناسب الاسعار التى يعلوا سقفها يوميا و أصبحت الكادر هى الكلمة المسيطرة فى الفترة الاخيرة على كل الاعتصامات و الاضرابات بداية من موظفى الضرائب العقارية مرورا بالاطباء و انتهائا باستاذة الجامعة و من كثرة الاضربات و الاعتصامات بدا الشعب المصرى كله (طبعا استثنى منهم الطبقة العليا من رجال الحكم و الاعمال الذين اصبحوا شيء واحد) يطالب بكادر ما لزيادة فى الدخل و ما يزيد الامر قسوة ان الناس لاتطالب بشىء ضخم او زيادة فاحشة للاجور او تغيير لهيكل الاجور مثلا ليتناسب مع غلاء المعيشة بل يطالبون فقط بزيادات بسيطة تقارب المعقول و مع ذلك تفاوضهم الحكومة و تنازعهم على الجنيهات القليلة و هو ما يدفعنى حقيقة لطرح مطالبة قد تبدو سخيفة و لكنها واقعية للاسف فأنا لا اطالب بكادر للمهندسين او الاطباء او موظفى اى هيئة حكومية او لاى طائفة وظيفية و لكن ما اطالب به هو كادر للبنى الادم...نعم انت لم تخطىء قراءة الجملة..كادر للبنى ادم...كل ما نطالب به الحكومة المصرية ان تعامل ابناء الشعب المصرى كبنى ادمين و توفرلهم كادر معيشى يناسب الحدود الدنيا لاى بنى ادم و قد تفاجأ بهذا الطرح او المطالبة بهذه النوعية من الكادر و لكن ما سيدهشك أكثر ان الحكومة قد جارت على حقوقنا كبنى ادمين فى نواحى كثيرة من الحياة ان لم يكن كلها و أصبحنا نرضى باشياء لا يرضى بها اى بنى ادم يحترم نفسه و قد اخذنا هذه المعاملة الغير ادمية مأخذ المسلم به ..نرضى بها و نتعايش معها و نعتبر تجاوزها و القفز فوقها ميزة و ليس حق مكتسب و تلمس هذه المعاملة الغير ادمية يوميا فى جميع نواحى حياتك ..فى رغيف العيش الذى تتعذب و انت تحصل عليه و ايضا و انت تاكله..فى المواصلات التى تعانى لكى تركبها و تعانى و انت راكبها....فى العمل الذى تتعذب لكى تحصل عليه و تتعذب اكثر لكى تحافظ عليه...فى المرتب الذى تتعذب لتحصل عليه و تتعذب اكثر لكى تدبر حياتك به..فى المعاملة الغير ادمية عندما تذهب لانهاء اى اوراق من اى جهة حكومية هذا طبعا ان لم يضطرك حظك السىء لدخول قسم شرطة بأى صفة سواء كنت صاحب حق او لا فهذا لن يصنع فارقا كبيرا ..فى تزوير الانتخابات الذى يعامل صوتك و رايك كانه كم مهمل لا يهم ..و غير ذلك من نواحى الحياة المتعددة..فلقد نجحت سلطة الدولة و الحكومة للاسف فى ان تجعلنا ندور يوميا فى رحى ساقية للمحافظة على حدود دنيا لحياة غير ادمية نحياها مغيبين عن الحد الادنى لحقوقنا التى نستحقها كبنى ادمين
لقد طفح الكيل بالناس و نفذ صبرهم واعتقد انه الاوان ان نفعل ما يجب علينا فعله لنحصل على الكادر الذى نستحقه كبنى ادمين و كل ما اتمناه من الله ان نحصل على هذا الكادر داخل بلدنا و لا نضطر ان نخرج منها لكى نحصل عليه
مواضيع ذات صلة:
- عن الاضراب و سنينه
- عن الاضراب و تشويه سمعة مصر عبر الفيس بوك
السبت، 3 مايو 2008
كادر البنى ادم
الاشتراك في:
0 comments:
إرسال تعليق