الخميس، 22 مايو 2008

أدوار ريادية

كثيراً ماكنا نردد مقولة أن لمصر دور ريادي في المنطقة
أو أن الريادة تقتضي كذا وكيت
كثير منا لم يكونوا يعرفوا كنه هذا الدور الريادي بالتحديد ولا حتى عندما تسألهم عن تعريف لهذا المفهوم قد لاتجد لديهم تعريف محدد تستطيع أن تضع يدك عليه بقلب جامد
وعن نفسي كنت أخوض معارك كلامية دفاعية عن دور مصر الريادي في المنطقة باعتبارها دولة رائدة في المجال الفلاني ورائدة في المجال العلاني وكنت اغضب بشدة اذا تهكم أحدهم وذكر هذا الدور الريادي بسوء واتهم مصر بما يخل بمقتضيات هذا الدور الريادي

فمصر بالفعل تمتلك من المقومات مايجعلها رائدة

ولكن رائدة في ماذا ؟؟؟

هذا بالضبط مايجب علينا التوقف كثيراً أمامه حتى نضع تعريف الريادة موضعه الصحيح ولانترك الأمور على عواهنها كالعادة

ويجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا ونتوقف كثيراً أمام الادوار التي تلعبها مصر حالياً على جميع الساحات المحلي منها والخارجي حتى نعرف اين نضع أقدامنا ولانكتشف بعد فوات الأوان ان رؤوسنا تم استبدالها باقدامنا واصبحنا نقف موقف لايحسدنا عليه حتى أعدى أعدائنا

اقول قولي هذا بعد ان توصلت قطر لحل الأزمة اللبنانية التي تفجرت وكادت تصل لحرب أهلية لاقدر الله

قطر تلك الدولة الصغيرة التي كان يحلو للبعض أن يسخر من مساحتها وعدد سكانها اصبح لها دور يمكن أن نطلق عليه ريادي في المنطقة

أرجو أن نراجع أنفسنا كثيرا ونتوقف عن تلك الشوفينية المزعجة التي كانت تصور لنا أن مجرد وجودنا في المنطقة حتى دون أي جهد يُذكر كفيل بجعلنا نؤثر في الاحداث بإيجابية حقيقية وأرجو أن نتوقف عن لعب دور الوسيط الذي يذكرني دائما بالسمسار الذي يفرك يديه فرحاً عقب كل صفقة يتم عقدها انتظاراً لنصيبه من الغنيمة.

مصر أكبر بكثير من هذا الدور فلاتقزموها ولا تجعلوا منها أُضحوكة بغباءكم وأجنداتكم التي تخدم الاعداء وتهدم بيوت الاخوة والاصدقاء.
إذا ارادت مصر أن تستمر في لعب دور الشقيقة الكبرى فعليها التحلي بأخلاقيات الشقيقة الكبرى التي ترعى إخوتها وتمشي بينهم بالحق والا تنحاز لطرف على حساب طرف حتى لا يتمزق البيت وتصبح هذه الشقيقة مصدراً للشقاق.

شكراً لقطر التي ساهمت في رأب الصدع وحماية لبنان من حرب أهلية وفتنة طائفية بتمويل سعودي ووساطة شقيقة

أتصور أن أكثر المنزعجين من هذا الصلح هم كل من أراد أن يرى لبنان الجميل ممزق بالحروب وهم معروفين تماماً للجميع

شكراً للشعب اللبناني العزيز المحب للحياة والذي يستحق الحياة لأنه يدافع عنها ولايتركها لمن يريد أن يسلبهم إياها

أتمنى من الشعب المصري الشقيق أن يتعلم من أخيه الشعب اللبناني كيف يحمي حقوقه ولايتركها نهباً لكل من هب ودب

وأخيراً وليس آخراً

بعد تراجع دور مصر الريادي في مجالات عدة كالدراما على سبيل المثال وغيرها من المجالات التي كانوا يصدعونا بها ليل نهار هلا أفقنا وعرفنا الفرق بين الريادة والريالة التي تجعل صاحبها يحصد أعلى الدرجات ويطلع الأول لانه الطالب الوحيد في الفصل !!!!


أفكار مبعثرة

مواضيع من نفس التصنيف



0 comments:

إرسال تعليق

ليصلك جديد المدونة

ادخل بريدك الالكتروني