الجمعة، 2 مايو 2008

عندما يعود الفارس منتصرا



سامي الحاج (عندما يعود الفارس منتصرا)


وها قد عدت أخيرا !



أخيرا ،و بعد اختطاف و طوال سنوات ست من الاعتقال في اكثر معتقلات العالم بشاعة وسادية ،حيث الوحوش التي تجردت من كل آدمية ودين وخلق تقوم على اعتقال الشرفاء المؤمنين والتحقيق الرهيب معهم والضغط عليهم ليعترفوا بما هم منه براء ،وما كانت تهمتك ؟! وما انت الا مصور تصور الاحداث كما وقعت والحوادث كما جرت بلا ادنى تدخل وانما تنقلها للعالم نقلا امينا وحسب! ولكن ولأن أميركا أمة تكذب كي تتجمل ، اعتادت الكذب وادمنته واستمرأت قلب الحقائق وخداع العالم كله بدعاوى الاصلاح والسلام والديمقراطية والحرية ،واذا فليس ابغض عندها من كاشف عن سوآتها وناقل لفضائحها الكريهة في كل مكان تطؤه أقدام جنودها القتلة. ولهذا ياسيدي كنت واحدا من ألد الاعداء مع انك لم تحمل يوما سلاحا ولا مارست ارهابا ، ولكنها الكاميرا التي كنت تحملها وتحمل معها دموع وآهات الضحايا ودماء الشهداء وصراخ الاطفال والنساء وكل الابرياء والمظلومين الذين لم يعرفوا الارهاب الا وافدا من بلاد الحرية...تلك الكاميرا الفاضحة الكاشفة التي كانت لك رسالة ومهنة وكانت ايضا لك التهمة التي أخذوك بها.




ها قد عدت أخيرا، وقد سطروا لك برغمهم سطورا خالدة في صفحات تاريخ العزة والكرامة...وبينما يلقي التاريخ بهم في مزبلته هم وكل من عاونهم من حكومات عربية واسلاميه عميلة حالفتهم على حرب شعوبها واستنزاف خيرات أراضيها وساهمت معهم في نشر الظلم بدعوى العدل وشاركت معهم في قتل واعتقال أبرياء بدعوى القضاء على الارهاب !ولن تجد لهم ذكرا ،بينما ستبقى انت نقطة مضيئة ودليلا حيا على خيرية هذه الامة التى ظنها الكثيرون قد عقمت عن انجاب الابطال بينما نشهد- ولربنا الحمد- في كل يوم جديد بطلا جديدا هنا أو هناك وانت يا سيدي واحد من هؤلاء الذين تصنعهم المحن ابطالا وقدوات.



ها قد عدت أخيرا لترى زوجتك الحبيبة وترى طفلك الصغير لأول مرة فتفاجأ -وقد حرمت من رؤيته طوال سنيه الماضية - وقد صار رجلا صغيرا في السادسة !




ها قد عدت أخيرا تتنفس هواء الحريه فوق أرضك الحبيبة ووسط ناسها الطيبين بعد سنين من الاختناق والعذاب الذي قلما يتحمله بشر و لكن الله اعانك على احتماله بقوة الايمان وقوة الحق!




ها قد عدت أخيرا ،وبرغم مرضك الشديد ونحولك وضعفك وبرغم عودتك محمولا ساكنا لاأرى فيك ما يتحرك الا عينان تشخصان للسماء وثغر ترف عليه ابتسامة متألمة ! برغم كل هذا فقد هزمتهم وعدت منتصرا مرفوع الرأس ، هزمتهم بقوة ايمانك بربك وقوة ارادتك في مواصلة الاضراب عن الطعام للضغط عليهم .




ها قد عدت أخيرا أيها الفارس منتصرا فلتنعم بانتصارك ..بحريتك ..بهواء بلادك ..بدفء أسرتك ..بدعاء وحب الملايين حول العالم لك.. والله نسأل أن يتم عليك الشفاء والعافية ويديمك بألف بألف خير.



مواضيع من نفس التصنيف



هناك تعليق واحد:

  1. عدت أخيرا أيها الفارس منتصرا فلتنعم بانتصارك ..بحريتك ..بهواء بلادك ..بدفء أسرتك ..بدعاء وحب الملايين حول العالم لك.. والله نسأل أن يتم عليك الشفاء والعافية ويديمك بألف بألف خير.

    الحمد لله انه خرج من تحت ايدهم

    ردحذف

ليصلك جديد المدونة

ادخل بريدك الالكتروني